كأني شددت الكور حين شددته |
|
على قارح مما تضمن عاقل |
أقب كعقد الاندري معقرب |
|
حزابية قد كدحته المساحل (١) |
وقاتلته الحمر وطاردها.
وفي هذا الجبل مدينة خربة ، وهي سورية كانت مبنية بالحجر الأسود ، وهي اليوم خراب لا ساكن بها ، ويعمل بها القلي السورياني ، وأظن اللسان السورياني منسوب اليها ، وصار اسمها بعد خرابها ينطلق على ناحية قنسرين وحلب وأعمالهما أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي اجازة ، ان لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبد الله بن النقور البزاز قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني قال : حدثنا أبو عبيدة السري بن يحيى التميمي قال : حدثنا شعيب ابن ابراهيم التيمي قال : حدثنا سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة عن عبادة وخالد أن هرقل كان كلما حج بيت المقدس خلف سورية وطعن في أرض الروم ، التفت إليها فقال : عليك السلام يا سورية تسليم مودع ولم يقض منك وطره ، وهو عائد ، فلما توجه المسلمون نحو حمص عبر الماء فنزل الرها ، فلم يزل بها حتى طلع أهل الكوفة ، وفتحت قنسرين ، وقتل ميناس ، فخنس (١٦٩ ـ و) عند ذلك الى شمشاط حتى اذا فصل منها نحو الروم علا على شرف ، والتفت ونظر نحو سورية وقال : عليك السلام يا سورية سلام لا اجتماع بعده ، ولا يعود اليك رومي أبدا الا خائفا ، حتى يولد المولود المشؤوم ، وياليته لا يولد ، ما أحلى فعله ، وأمر عاقبته على الروم.
__________________
(١) ديوانه ط. بيروت ١٩٦٨ ، ص ١١٤ ، وفيه : كأني شددت الرحل.