باب في ذكر الجبال المذكورة بحلب وأعمالها
ونبدأ أولا بالجبال التي تختص بها وبقراها ، ثم نذكر ما هو في عملها سواها ؛ فأولها :
جبل جوشن ، وهو جبل من غربي مدينة حلب ، وفي لحفه نهر قويق ، ويسمى قويق في ذلك الموضع العوجان ؛ وهذا الجبل فيه معدن النحاس.
وأخبرني والدي رحمه الله قال : إنما امتنعوا من عمل النحاس به لأنهم عملوه فما حصل فيه فائدة ، وقيل : إن سبب عدم الفائدة فيه قله الحطب بحلب.
وقرأت بخط بعض الحلبيين ، وأظنه بعض أعيان بني الموصول ، قال : ويقال إنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين ونساؤه وأولاده عليهم السلام ، وأن زوجة الحسين كانت حاملا ، وأنها أسقطت هناك وطلبت من الضيّاع (١) في ذلك الجبل خبزا أو ماء ، وأنهم شتموها ، ومنعوها فدعت عليهم ، وإلى الآن من عمل فيه لم يربح سوى التعب.
سمعت بعض شيوخ الشعية بحلب يقول : كان دعاؤها عليهم ، لا أربح الله لكم تجارة ، فما ربحوا بعدها.
وقبلي الجبل فيه مشهد يعرف بالسقط ، وهو يسمى مشهد الدكّة ، والسقط يسمى المحسن بن الحسين.
قلت وللشيعة بحلب فيه اعتقاد عظيم ، وينذرون له النذور ، وتسمية السقط
__________________
(١) في القاموس الضيعه : حرفة الرجل وصناعته وتجارته.