باب في ذكر البحيرات التي في أعمال حلب
وتسمى الواحدة منها بحيرة لانبساطها على ظهر الأرض في سعة وامتداد تشبيهأ بالبحر وتخرج عن حدود الأنهار. فمنها :
بحيرة أفامية ، وهي بحيرة كبيرة مذكورة ، ويجلب منها السمك السّلور ، وهو الجرّيث ، ويقال : إن قويق إذا مدّ في الشتاء وغاض ماؤه في الأجمة بالمطخ يحمر ماء بحيرة أفامية ، فيقولون إنه يمر تحت الأرض إلى بحيرة أفامية ، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم ، وقال بعضهم : إن السّلور يحيض في ذلك الأوان فيحمر ماؤها ، والله أعلم بذلك ؛ ويضمن سلورها بمبلغ وافر.
ومنها : بحيرة يغرا ، وهي بحيرة كبيرة في جانب العمق ، مستطيلة بعمق أنطاكية ، وتعرف أيضا ببحيرة بغراس ، ويجلب منها السمك الكثير ، ولها ارتفاع وافر أيضا.
ومنها : بحيرة أنزنيت ، وهي بحيرة أصغر من البحرتين اللتين قدمنا ذكرهما ، وهي بحيرة على جانبها تل عال ، عليه قرية يقال لها أنزنيت بالقرب من مدينة الحدث ، وتخم بلاد الروم ، وأهلها أرمن وهي اليوم (١٦١ ـ و) من عمل بهسنى ، بينها وبين الحدث.
***