باب في ذكر فضائل الشام
ولحلب وبلادها منها أوفر الاقسام
وقد ذكر الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخ دمشق من فضله ما كفى ، وأورد في ذلك من الاحاديث والآثار ما أشبع القول فيه وشفى ، فانه أطال فيما ذكره وأطنب ، وأكثر النقل فيما أورده وأسهب ، ومد عنان قلمه فيما سطره وأطلقه وأوسع المجال في كل حديث أسنده وبين طرقه ، فاكتفينا بما نقله وأورده ، واستغنينا بما رواه في فضل الشام وأسنده ، إلّا إنا لم نر اخلاء كتابنا هذا عن ايراد شيء من فضله ، ولا استحسنا ترك التنبيه على ما ورد فيه وفي أهله ، فاقتصرنا من ذلك على القليل ، واكتفينا بالاشارة الى وجه الدليل.
أخبرنا الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب بقراءتي عليه بقلعة حلب حماها الله ، والقاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي ، وولده أبو المعالي أحمد ، قراءة عليهما بدمشق ، قالوا : أخبرنا القاضي أبو المجد الفضل بن الحسين بن ابراهيم البانياسي قال : أخبرنا الاخوان أبو الحسن وأبو الفضل ابنا الحسين الموازيني قالا : أخبرنا أبو عبد الله بن سلوان قال : أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي قال : حدثنا أبو مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني قال : حدثنا (١٢٥ ـ ظ) سعيد ابن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي ادريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الازدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستجندون أجنادا : «جند بالشام ، وجند بالعراق ، وجند باليمن» فقال الحوالي : خر لي يا رسول ، قال :