يا أمير المؤمنين اكتب لي عهدك بذلك ، فكتب له عهده ، فأرسل إليهم فعرض عليهم ما أمره به أمير المؤمنين ، فأبوا فأجلهم سنة ، ثم نابذهم ، فقيل لعمر : إن عمير قد خرّب عرب السوس وفعل وفعل ، فتغيظ عليه عمر ، ثم إنه قدم بعد ذلك وافدا ومعه رهط من أصحابه ، فلما قدم عليه علاه بالدرّة ، وقال : خربت عرب السوس ، وهو ساكت لا يقول له شيئا ، ثم قال لأصحابه : مبرنسين مبرنسين ضعوا برانسكم ، قال عمير برانسكم ثكلتكم أمهاتكم ، إنكم والله ما أنتم بهم ، فوضعوا برانسهم ، فقال عمر : معممين معممين ضعوا عمائمكم ، قال عمير : ضعوا عمائمكم فإنا والله ما نحن بهم ، فقال مكممين مكممين ضعوا كمائمكم ، فقال عمير : ضعوا كمائكم فإذا عليهم جمام ، فقال عمر أما والله الذي لا إله إلا هو لو وجدتكم محلّقين لرفعت بكم الخشب ؛ ثم إن عمر دخل على أهله فاستأذن عليه عمير ، فدخل فقال : (١٢٤ ـ ظ) يا أمير المؤمنين اقرأ عهدك إلي في عرب السوس ، فقال عمر : رحمك الله فهلا قلت لي ذلك وأنا أضربك ، قال كرهت أوبخك يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : غفر الله لك ، ولكن غيرك لو كان.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال : أخبرنا أبو محمد القاسم ابن علي بن الحسن قال : أنبأنا الفقيه أبو الحسن السلمي ، وأخبرنا أبي عنه قال : حدثنا علي بن محمد الفقيه قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هرون قال : أخبرنا علي بن يعقوب بن ابراهيم قال : أخبرني أحمد بن ابراهيم قال : حدثنا محمد بن عائذ قال : قال الوليد : ورأيت خلف درب الحدث مدينة حين أشرفنا على قباقب ناحية ، فسألت عنها مشيخة من أهل قنسرين فقالوا : هذا عرب السوس مدينة أنسطاس التي غدرت ، فأتاها عمير بن سعد ، فقاتلهم وخربها ، فهي خراب الى اليوم.
وقريب من هذه المدينة جبل فيه الكهف الذي ذكره الله في كتابه ، وجاء في