باب في ذكر حصون لم يقع لها ذكر في الفتوح
ولا ورد في كتب الممالك والبلدان عنها خبر مشروح (١١٩ ـ و) وهي زماننا معدودة من البلاد موصوفة بالحصانة مشحونة بالاجناد ، وهي من أعمال حلب وبقاعها وحصونها المتعلقة بها وقلاعها. فمن ذلك.
تل باشر
وهي بلدة مشهورة ، ولها قلعة معمورة وبساتينها كثيرة ، ومياهها غزيرة ، وأجاصها موصوف مذكور ، وشرب بلدها جميعه من نهر الساجور ، وهو نهر أصله من عين تاب ، تجتمع اليه عيون ببلد عين تاب ، ويجري الى قرية تعرف بالنفاخ ، وتجتمع اليه عيون أخر من بلد تل باشر ، ثم ينتهي الى الفرات ويصب فيه ، وللساجور ذكر في الفتوح ، ونزله أبو عبيدة رضي الله عنه عند فتح منبج ، واياه عنى البحتري بقوله :
يا خليلي بالسواجير من عمرو |
|
بن ود وبحتر بن عتود |
إطلبا ثالثا سواي فإني |
|
رابع العيس والفلا والبيد (١) |
جمعه على السواجير لأنه جعل كل نهر يجتمع الى الساجور مسمى بالساجور.
وتل باشر كانت قلعة للجوسلين الارمني فعمرها وحصنها ، وكان أهلها أرمن وخرج يوما متنزها ومتصيدا في خف من أصحابه ، فصادفه التركمان فأحاطوا به
__________________
(٣) ديوانه ، ٦٣٣ ، مع بعض التباين في الرواية.