قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم المروزي قال : حدثنا جدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم قال : حدثنا الهيثم بن عدي (١١٥ ـ ظ) قال : أخبرنا يونس بن أبي إسحاق قال : حدثني أبي قال : قلت لأبي : أي أبة أشهدت صفين؟ قال : نعم ، لقد رأيت عجبا ، لقد شهدتهم يوما ، وشجرونا بالرماح وشجرناهم بها حتى لو شاء رجل أن يمشي عليها لمشى ، أسمع من ها هنا لا إله إلا الله والله أكبر ، ومن ها هنا لا إله الا الله والله أكبر ، ثم رأيتهم يوما آخر ، ودلفوا إلينا ودلفنا إليهم فإذا رجل قد نذر (١) بين الصفين على رأس أحوى ذنوب ، حتى إذا كان بين الصفين لا يدرى أهو إلينا أقرب أم إلى أهل الشام ، استدبر أهل الشام ، واستقبلنا ، فإذا هو الأشتر ، فقال : أيها المسلمون أقدكم من ربكم ، لقد أسأتم الضّراب أمس ، عضّ من ها هنا بهن (٢) أمه ، استقبلوا القوم بالهام وخذوا قوابع سيوفكم بأيمانكم وعضوا على النواجذ واطعنوا في الشراشيف اليسرى فإنها مقاتل ، ثم التقى القوم ، فقتلوا منا صفوفا خمسة وقتلنا منهم مثلها ، فأفضينا إلى الصف السادس أو السابع وقد عقلوا أنفسهم بالعمائم ، فو الله الذي لا إله غيره ما كان عندهم ولا عندهم إلّا العناق والكدم ، فقلت : أي أبة لقد صبرتم ، قال : أي بني إنها والله كانت العرب ليس فيها شائبة (١١٦ ـ و) (٣).
***
__________________
(١) أي طلع.
(٢) الهن : الفرج.
(٣) نهاية الجزء السابع وقد كتب ابن العديم في الحاشية سماعا نصه : بلغ بدر الدين عبد الواحد قراءة.