باب في ذكر كيسوم
وكانت مدينة كبيرة قديمة ، وولاية واسعة عظيمة ، وكان حصنها حصينا وبناؤه قويا ركينا ، وكان بها في أيام المأمون نصر بن شبث العقيلي ، وكان من قواد بني العباس ، فعصى فيها على المأمون ، فسير إليه طاهر بن الحسين ، فلقيه نصر وكسره ، فعاد طاهر مفلولا الى الرّقّة ، وبقي نصر على عصيانه ، فسير المأمون إليه عبد الله ابن طاهر بن الحسين ، فحصره بها إلى أن فتحها ، وخرب الحصن ، وبقيت المدينة ، وهي الآن قرية كبيرة عامرة بها الفلاحون ، وهي في أيدي المسلمين.
وقد ذكرها أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتابه فقال : وهي مدينة جليلة حصينة كان بها نصر بن شبث متحصنا لما خالف ، وقد صار إليها المأمون.
قلت : وقد رأيتها في طريقي إلى الروم ، وبينها وبين الحدث سبعة فراسخ.
***