عدة ، فقال له أبو إسحاق الفزاري ، ما أخبرنا به القاضي أبو القاسم عبد الصمد ابن محمد إذنا قال : كتب إلينا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال : أخبرنا أبوا بكر أحمد البيهقي ومحمد الحيري ، وأبوا عثمان إسماعيل الصابوني وسعيد البحيري إجازة منهم قالوا : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال : أخبرني محمد بن عمر قال : حدثنا محمد بن المنذر قال : حدثني محمد بن الوليد قال : حدثني أبو عمران الطرسوسي قال : سمعت عبد الله بن محمد بن ربيعة المصيصي يقول : حضرت أبا إسحاق الفزاري وابن المبارك ، قال أبو إسحاق الفزاري لابن المبارك يا أبا عبد الرحمن تركت ثغور خراسان الواشجرد وقزوين وقد قال الله تعالى : «قاتلوا الذين يلونكم من الكفار» (١) ، فقال : يا أبا إسحاق وجدت آية أوكد من هذه ، قال الله عز وجل : «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله» (٢) ، قال : ثم قال : هؤلاء يقاتلون على دنيانا ، يعني الترك والديلم ، وهؤلاء يحاربونا على ديننا ، يعني الروم ، فأيما أولى الذّب عن ديننا أو عن دنيانا؟ قال : لا بل عن ديننا ، لا بل عن ديننا.
وقال الحاكم أبو عبد الله : حدثني أبو أحمد بن أبي الحسين قال : حدثنا محمد بن الفيض الدمشقي قال : حدثنا المسيّب (٧٤ ـ ظ) بن واضح قال : أنشدنا عبد الله بن المبارك رحمه الله :
إنّي أشير على العزّاب إن قبلوا |
|
بأن يكون لهم مثوى بطرسوس |
الدار واسعة بالأهل رافقة |
|
غيظ العدو وأجر غير محسوس |
قوم إذا نابهم في الحرب نائبة |
|
حلّوا الرباط فلم يلووا على كوس |
قرأت بخط أبي عمر والطرسوسي : حدثنا أبو بكر محمد بن سعيد بن
__________________
(١) القرآن الكريم ، سورة التوبة الآية : ١٢٣.
(٢) القرآن الكريم ، سورة التوبة الآية : ٢٩.