وذكر أحمد بن الطيب السرخسي في كتاب المسالك والممالك في ذكر طرسوس قالوا : سميت بطرسوس بن الروم بن اليفن بن سام بن نوح. وقالوا : واسم طرسوس بالرومية تارسين.
قال ابن الطيب في رحلة المعتضد : ورحلنا من المصّيصة نريد العراق الى أذنه ، ومن أذنه إلى طرسوس ، وبينها وبين أذنه ستة فراخ ، وبين أذنه وطرسوس فندق بغا ، والفندق الجديد ، وعلى طرسوس سوران وخندق واسع ولها ستة أبواب ، ويشقها نهر البردان.
قلت وكانت طرسوس قد خربت وجلا أهلها في صدر الاسلام ، خربها المسلمون حين غزوها وقاتلوا أهلها وهزموهم ، ومضى من مضى منهم الى الروم ، وكان ذلك في السنة التي فتحت فيها حلب وأنطاكية.
فجدد عمارتها أمير المؤمنين الرشيد رحمه الله ، وقواها وحصنها ، ولم تزل قوتها تزيد وتتضاعف الى أن استولى عليها الروم في شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (٦٠ ـ و).
قرأت في كتاب صفة الأرض والأقاليم وما تشتمل عليه تأليف أبي زيد أحمد بن سهل البلخي قال : وطرسوس مدينة كبيرة عليها سوران تشتمل على خيل ورجال وعدة ، وهي على غاية العمارة والخصب ، وبينها وبين حد الروم جبال ، وهي الحاجز بين المسلمين والروم ، ويقال ان بها زهاء ألوف من الفرسان فيما يزعم أهلها ، وليس من مدينة عظيمة من حد سجستان الى كرمان وفارس والجبل وخوزستان وسائر العراق والحجاز واليمن والشامات ومصر الا وبها لأهلها دار وأكثر ، أهلها ينزلونها اذا وردوها.
وقال ابن واضح الكاتب في كتاب البلدان : وطرسوس مدينة بناها أمير