باب في ذكر عين زربه
وهي في أيدي الأرمن الآن.
وهي مدينة من الثغور الشامية ، والإقليم الرابع ، بينها وبين المصّيصة ثمانية عشر ميلا ، وهي مدينة مذكورة خرج منها جماعة من العلماء والحكماء.
وقال أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان : وحدثني أحمد بن الحارث الواسطي عن محمد بن سعد عن الواقدي قال : لما كانت سنة ثمانين ومائة ، أمر الرشيد صلوات الله عليه بابتناء مدينة عين زربه وتحصينها ، وندب إليها ندبة من أهل خراسان وغيرهم ، فأقطعهم بها المنازل (١). هكذا ذكر البلاذري.
وقال أحمد بن يعقوب بن واضح الكاتب : بنى عين زربه أمير المؤمنين المهدي ابن المنصور ، وأتقنها.
فيحتمل أن المهدي حين أغزى الرشيد ابنه الغزاة المعروفة ابتناها الرشيد بأمر أبيه ، فنسبت إليه ، والله أعلم.
وذكر أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتابه الذي ذكر فيه صورة الأرض والمدن وما تشتمل عليه ، قال فيه : وعين زربه بلد فيه الغورية ، بها نخل ، وهي خصبة واسعة الثمار والزروع والمرعى ، وهي المدينة التي أراد وصيف الخادم أن يدخل بلد الروم منها ، فأدركه (٥٦ ـ و) المعتضد هناك (٢).
__________________
(١) فتوح البلدان ، ١٧٥.
(٢) حدث هذا سنة ٢٨٧ ه. انظر الطبري. ط. دار المعارف ، ١٠ / ٨٩ ـ ٨٠.