باب في ذكر سرمين (١)
وهي مدينة بطرف جبل السماق كبيرة العمل واسعة الرستاق ، ولها مسجد جامع وأسواق. وكان لها سور من الحجر خرب في زماننا هذا ودثر ، وبها مساجد كثيرة دائرة كانت معمورة بالحجر النحيت عمارة فاخرة ، قيل إن بها ثلاثمائة وستين مسجدا ليس بها الآن مسجد يصلى فيه إلا المسجد الجامع ، وأكثرها الآن إسماعيلية ولهم بها دار دعوة.
وكان يسكن بها الحسن بن عجل المعروف بالصوفي الذي ينتسب إليه بنو الصوفي رؤساء دمشق ، وكان جد أبي الحسن علي بن مقلد بن منقد صاحب شيزر لأمه ، ولما قوي أمر الإسماعيلية بسرمين تحول (٤٦ ـ و) إلى حلب فسكنها ، وداره بحلب هي الدار التي وقفها شيخنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف ابن رافع بن تميم رحمه الله مدرسة لأصحاب الشافعي رحمه الله ، تجاه المدرسة النورية ، وخرج منها فضلاء وشعراء.
وذكرها أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتاب البلدان في تسمية كور جند قنسرين والعواصم فقال : كورة سرمين وأهلها من قيس.
وكان بقربها في جبل بني عليم حصن منيع يقال له كفر لاثا (٢) ، وكان الفرنج قد استولوا عليه وعلى سرمين في سنة ست وسبعين وأربعمائة (٣) ، فاستنقذه نور الدين محمود بن زنكي من أيديهم وخرّبه.
__________________
(١) هي الان احدى قرى محافظة ادلب التي يصلها بها طريق مزفت طوله ٨ كم.
التقسيمات الادارية ، ٢٤٦.
(٢) تعرف الان باسم كفرلاته ، ويصلها بادلب طريق مزفت طوله ٢٠ كم ، وجبل بني عليم يعرف الآن باسم جبل الاربعين. انظر التقسيمات الادارية ، ٢٥٢.
(٣) كذا في الاصل ، وهو خطأ واضح صوابه سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.