البلد الثامن :
أنبابة (١)
وهي بفتح الهمزة ـ وإن اقتضى صنيع شيخنا في «المشتبه»(٢) له الكسر كما هو على الألسنة فقد إ ل ى صرّح في «معجمه»(٣) بفتحها إ ل ى ـ وسكون النون ، بعدها موحدتان بينهما ألف ، من بحريّ جيزة مصر ، على شاطىء النيل تجاه بولاق. انتسب إليها من المتأخرين جماعة ؛ من أشهرهم الشيخ يوسف بن إسماعيل (٤) ، صاحب الزاوية بها وتلك الأحوال الغريبة ، وابنه إسماعيل ، أحد المتقدمين في العلم والصلاح ، وحفيده يوسف كذلك ؛ كانوا بركة تلك الناحية في وقتهم ؛ لكن كان يعمل بسببهم هناك المولد في كلّ سنة كطنتد (٥) ، ثم صار الوقت في الحادي عشر من كل شهر ، ويتفق في غضون ذلك من المناكير المتجاهر بها ما يفوق الوصف (٦) ، والمشار إليهم من أبعد الناس وأشدّهم نفرة عن شيء منها.
__________________
(١) انظر «الضوء اللامع»للمصنف ١١ / ١٨٥ ، و «تاج العروس»للزبيدي مادة : (نبب).
وقال المصنف أيضا ١٠ / ٣٠٢ : الأنبابي بفتح الهمزة ؛ فيما ضبطه شيخنا الشافعي الصالح بن الصالح ويعرف بالأنبابي.
(٢) ١ / ٣٦. وجاء في هامش الأصل الخطي له : «حاشية : اسمها منبوبة بميم ثم نون ثم موحدة ثم واو ثم باء ، وإنما اشتهرت بإنبابة». وانظر «معجم البلدان»٥ / ٢٠٧.
(٣) المجمع المؤسس للمعجم المفهرس ٣ / ٣٦٧.
(٤) ترجم له الحافظ ابن حجر في «المجمع المؤسس»٣ / ٣٦٧ ، و «إنباء الغمر»٧ / ٤٠٤ ، والسخاوي في «الضوء اللامع»١٠ / ٣٠٢.
(٥) كذا في الأصل.
(٦) اعلم ـ رحمك الله ـ أن الغلوّ في الأنبياء والصالحين هو من أعظم الأسباب المفضية إلى الشرك بالله تعالى.
روى البخاري في «صحيحه»(٤٩٢٠) عن ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ في ذكر قوله ـ ـ