الحسن بن البنّاء ، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، ثنا إبراهيم بن حماد وأحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل ، قالا : ثنا الحسن بن عرفة ، حدثني يعقوب بن الوليد الأزدي ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : وضع عمر بن الخطاب ـ رضياللهعنه ـ للناس ثمانية عشر (١) كلمة ؛ حكما كلّها قال : ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك ، ولا تظننّ بكلمة خرجت من مسلم سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا ، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده ، ومن عرّض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء الظنّ به ، وعليك بإخوان الصّفا تعش في أكنافهم ؛ فإنهم زينة في الرّخاء وعدّة للبلاء ، ولا تهاونوا بالحلف بالله فيهينكم الله ، ولا تسأل عمّا لم يكن ؛ فإن فيما كان شغلا عما لم يكن ، ولا تعرّض فيما لا يعنيك ، وعليك بالصّدق وإن قتلك الصدق ، ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحبّ نجاحها ، واعتزل عدوّك واحذر صديقك ؛ إلا الأمين ، ولا أمين إلّا من خشي الله ، ولا تصحب الفجّار فتعلّم من فجورهم ، وذلّ عند الطاعة ، واستصغر عند المعصية ، وتخشّع عند القبور ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله ، قال الله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(٢) [فاطر : ٢٨].
***
__________________
(١) كذا في الأصل ، وصوابه : ثماني عشرة.
(٢) رواه ابن عدي في الكامل ٨ / ٤٧٩ ترجمة يعقوب بن إسحاق الأنصاري ، والرافعي في «التدوين»١ / ٢١٧ من طريق الحسن بن عرفة به. ورواه المحاملي في «الأمالي»١ / ٣٩٥ مختصرا بلفظ : «لا تظنن بكلمة خرجت من امرىء مسلم سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا».
وذكره العجلوني في «كشف الخفا»١ / ٤٥ وعزاه إلى الخطيب في «المتفق والمفترق».