البلد الخامس والخمسون :
فوّة (١)
وهي بضمّ الفاء ، وتشديد الواو ، على نيل مصر بالقرب من دسوق ، ويقابلها مكان بهج يسمى : جزيرة الذهب. متسعة كثيرة البساتين ، بها ضريح أبي المنجا سالم ، وعدّة حمامات ، وأسواق ، وجوامع ، ومدارس ؛ منها جامع لابن نصر الله على البحر. انتسب إليها جماعة ؛ كمال الدين ابن السمعاني وغيره ، ولقيت بها غير واحد.
٣٩ ـ أخبرني البدر محمد بن أحمد بن محمد المصري الفقيه بقراءتي عليه بها ، وأبو الطيب بن محمد العسقلاني بالقاهرة قال الأول : أنبأنا (٢) أبو علي محمد بن أحمد المهدوي ، وقال الثاني : أنا التاج عبد الواحد الصّردي ، قالا : أنا أبو الحسن الواني ، أنا أبو القاسم الطرابلسي ، أنا جدي لأمي الحافظ أبو الطّاهر السّلفي ، أنا أبو الحسن مكي بن منصور ، أنا القاضي أبو بكر الحيري ، ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا أبو يحيى المروزي ، ثنا أبو محمد سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ـ رضياللهعنه ـ قال : سقط رسول الله صلىاللهعليهوسلم من فرس فجحش شقّه الأيمن ، فدخلنا عليه نعوده ، فحضرت الصّلاة ، فصلّى قاعدا ، فصلّينا قعودا ، فلمّا قضى صلىاللهعليهوسلم الصلاة قال : «إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به ، فإذا كبّر فكبّروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربّنا ولك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا ، وإذا صلّى قاعدا فصلّوا قعودا أجمعون».
__________________
(١) انظر «معجم البلدان»٤ / ٢٨٠ ، و «مراصد الاطلاع»٣ / ١٠٤٧.
(٢) في هامش الأصل : «أنا»نسخة.