البلد التاسع والأربعون :
الطّور (١)
وهي بضم المهملة ، بندر على ساحل البحر بين القلزم وأيلة ، مرساة للواردين من جدّة وتلك النواحي غالبا ، ومنه يركب المسافرون كذلك أيضا ؛ لا سيما التجار. وفيه خطبة ؛ لا يقيم فيها الجمعة غالبا إلا من يرده ؛ لأن أكثر أهله نصارى. وعلى مرحلة منه طور سيناء.
وجبال الطور داخلة في بحر القلزم ، وبها كروم وبساتين مع كنائس وصوامع ؛ هدم في أيام الظاهر جقمق أكثرها لدعوى حدوثها.
وقد كتب بها شيخنا عن بعض رفقائه ، وسمعت أبا العباس أحمد بن محمد الغزي المالكي (٢) ؛ وقد اجتمعنا هناك في توجّه كلّ منا إلى مكة يقول : سمعت أبا الخير محمد بن محمد الدمشقي يقول :
وبعد فالإنسان ليس يشرف |
|
إلا بما يحفظه ويعرف |
لذاك كان حاملو القرآن |
|
أشراف الأمّة أولي الإحسان (٣) |
وإنّهم في النّاس أهل الله |
|
وإنّ ربّنا بهم يباهي |
وقال في القرآن عنهم وكفى |
|
بأنّه أورثه من اصطفى |
وهو في الاخرى شافع مشفّع |
|
فيه وقوله عليه يسمع |
***
__________________
(١) انظر «معجم البلدان»٤ / ٤٧ ، و «مراصد الاطلاع»٢ / ٨٩٦.
(٢) انظر ترجمته في «الضوء اللامع»للمصنف ٢ / ١٨٨.
(٣) كذا في الأصل ، وهو غير مستقيم ، ولعلّ صوابه :
أشراف أمّتنا أولي الإحسان