البلد السادس والثلاثون :
رشيد (١)
وهي بشين معجمة ودال مهملة ؛ ككثير. ثغر جليل ؛ لكنه صغير. من مواخير مصر ، وعلى ساحل النيل شرقي الثغر السّكندري ، بينهما مرحلة قويّة ، معظمها على ساحل البحر المالح ، يقال : ستة وثلاثون ميلا ، بظاهرها عدّة مشاهد ، يقال : إنها لجماعة من الأولياء والشهداء ؛ لا سيّما بكوم الأفراح.
وفيه منار يرى منه من لعلّه يطرقها من العدو ؛ بل في نفس البلد أماكن عامرة بالعدد والرجال المطوّعة. وجدّد بها سلطان الوقت برجا حسنا لأجل حفظها ؛ لأن بينها وبين البحر الملح ثمانية عشر ميلا ، وتسمى قديما : الأرمسيّة بفتح الهمزة ، وسكون الراء المهملة ، وضمّ الميم ، وكسر السين المهملة ، ثم مثناة تحتانية مشددة وهاء ، باسم جزيرة هناك بين البحرين ، وكثيرا ما يأخذ سرّاق الفرنج منها مما يكون للمسلمين ، حرسها الله تعالى.
وانتسب إليها جماعة من المتقدمين وغيرهم يقال لكل منهم : الرّشيدي.
وشاركهم في الانتساب كذلك جماعة ، فبعض لهارون الرشيد ، وبعض لمن كان يقال له لأجل بلوغ جميع مطالبه وأغراضه : الرشيد.
وتشتبه هذه النسبة بالرّشيديّ بالتصغير ، كما بيّن في محلّه.
٣١ ـ أخبرني بها الزين ، عبد الرحمن بن محمد بن عمر الدمياطي سبط الشيخ يوسف العجمي بقراءتي عليه بجامعها وأبو الطيب بن محمد المصري كلاهما ، عن أبي عبد الله بن منيع الوراق قال الثاني : سماعا ، أنا أبو المعالي بن أبي التائب الأنصاري ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خليل ، أنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي (ح).
__________________
(١) انظر «معجم البلدان»٣ / ٤٥ ، و «مراصد الاطلاع»٢ / ٦١٧.