البلد الخامس والعشرون :
حمص (١)
وهي شاميّة ، قديمة ، خصبة جدا ، ذات بساتين ، وشربها من نهر العاصي ، وبظاهرها على دون ميل يجري النهر المقلوب ، وعليه لأهلها أجنّة حسنة وكروم ، وهي في مستوى من الأرض ، وأصحّ بلاد (٢) الشام تربة ، وليس بها عقارب ولا حيات. وكان لهرقل فيها بناء كالقصر كما في قصة أبي سفيان من أول الصحيح (٣).
وبها ـ فيما قيل ـ قبر خالد بن الوليد ، وغير واحد من الصحابة رضياللهعنهم ؛ كوحشي بن حرب قاتل حمزة عمّ النبي صلىاللهعليهوسلم الذي قال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «غيّب وجهك عنّي»(٤). وعبد الله بن بسر وهو آخر الصحابة بها موتا ، ولأجل خالد ـ رضياللهعنه ـ زعم الطاغية تيمور لنك حين اجتيازه بها وعدم دخوله لها إكرامه بذلك ، وسمّيت باسم حمص بانيها أخي حلب باني السّابقة.
وهي غير مصروفة وإن كانت اسما ثلاثيا ساكن الوسط ؛ لأنها أعجمية ، فاجتمع فيها العجمة والعلمية والتأنيث كحماة. وانتسب إليها خلق.
وأفرد عبد الصمد بن سعيد وغيره من نزلها من الصحابة. وبعضهم تاريخها.
__________________
(١) انظر «معجم البلدان»٢ / ٣٠٢ ، و «مراصد الاطلاع»١ / ٤٢٥.
(٢) في هامش الأصل : «بلدان»نسخة.
(٣) انظر «صحيح البخاري»(٧).
(٤) رواه البخاري في «صحيحه»(٤٠٧٢) في قصة مطولة بلفظ : «فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني». وأما اللفظ الذي ذكره المصنف فقد رواه الطيالسي في «مسنده»(١٤١٠). وانظر كلام الحافظ ابن حجر في «الفتح»٧ / ٣٦٨.