ذلك كراريس. اللهمّ ، فلا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم».
وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في «الردّ الوافر»صفحة (٤٨ ـ ٤٩) : «.. لكنّ بعض الأعيان تكلّم في بعض الأقران ، مثل كلام أبي نعيم في ابن منده ، وابن منده فيه ، فلا نتخذ كلامهما في ذلك عمدة ، بل ولا نحكيه ؛ لأنّ النّاقد إذا بحث عن سبب الكلام في مثل ذلك وانتقد ، رآه إما لعداوة ، أو لمذهب ، أو لحسد. وقلّ أن يسلم عصر بعد تلك القرون الثلاثة من هذه المهلكات ، ومن نظر في التاريخ الإسلامي ـ فضلا عن غيره ـ حقّق ذلك ، وما وقع منه في الأغلب كان سببه المذهب».
وفاته :
قال تلميذه جار الله بن فهد : «وكانت وفاته في مجاورته الأخيرة بالمدينة الشريفة ، في عصر يوم الأحد ، سادس عشر شعبان ، سنة (٩٠٢) اثنتين وتسع مئة»(١).
مؤلفاته :
شرع المصنّف ـ رحمهالله ـ في التصنيف في وقت مبكّر من حياته ، فقد ذكر في «الضوء اللامع»٨ / ١٥ أنه شرع في التصنيف قبل الخمسين ؛ أي : قبل سنة خمسين وثمان مئة ، فكان سنه حينها قريبا من التاسعة عشر ، فكان من أكثر أهل عصره تأليفا ، وقد عدّد مؤلّفاته في ترجمته في «الضوء اللامع»؛ فبلغت ما يقرب من مئتي عنوان. وقد نقل الكتانيّ في «فهرس الفهارس»٢ / ٩٨٩ أن مؤلّفاته تنيف على أربع مئة مجلّد ، كما ذكر وفصّل في كثير من إجازاته.
__________________
(١) البدر الطالع ٢ / ١٨٦.