ثناء العلماء عليه :
قال الإمام الشوكانيّ ـ رحمهالله ـ في «البدر الطالع»٢ / ١٨٥ : «وبالجملة فهو من الأئمة الأكابر».
وقال تلميذه الشيخ جار الله بن فهد المكيّ فيما كتبه عقب ترجمة المصنّف لنفسه في «الضوء اللامع»ما نصه :
«إن شيخنا صاحب التّرجمة حقيق بما ذكره لنفسه من الأوصاف الحسنة ، ولقد ـ والله العظيم ـ لم أر في الحفّاظ المتأخرين مثله ، ويعلم ذلك كلّ من اطّلع على مؤلفاته ، أو شاهده. وهو عارف بفنّه ، منصف في تراجمه. ورحم الله جدّي حيث قال في ترجمته : إنّه انفرد بفنّه ، وطار اسمه في الآفاق به ، وكثرت مصنفاته فيه وفي غيره ، وكثير منها طار شرقا وغربا ، شاما ويمنا ، ولا أعلم الآن من يعرف علوم الحديث مثله ، ولا أكثر تصنيفا ولا أحسن. وكذلك أخذها عنه علماء الآفاق من المشايخ والطلبة والرّفاق ، وله اليد الطّولى في المعرفة بأسماء الرّجال ، وأحوال الرّواة ، والجرح والتعديل ، وإليه يشار في ذلك. ولقد قال بعض العلماء : «لم يأت بعد الحافظ الذّهبيّ مثله (١) ، سلك هذا المسلك»وبعده مات فنّ الحديث ، وأسف النّاس على فقده ، ولم يخلف بعده مثله»(٢).
وقرّض له شيخه على غير واحد من تصانيفه ، وكان من دعواته له قوله : «والله المسؤول أن يعينه على الوصول إلى الحصول ؛ حتى يتعجب السّابق من اللاحق».
وقال الزّين قاسم الحنفي : «وقد كان هذا المصنّف ـ يعني : السّخاويّ ـ
__________________
(١) وهذا فيه غلو ظاهر ، فإن الناظر في كتبه وكتب شيخه يعلم فضل علم شيخه على علمه ، هذا فضلا عن الحافظ العراقي ؛ ورحمة الله على الجميع.
(٢) البدر الطالع ٢ / ١٨٥ ـ ١٨٦.