مشكور السّيرة. والسّراج ، يونس بن عبد المجيد ، الأرمنتي (١) ، والزين ، عبد الكافي ، والد التقي السبكي ، وسمع منه بها المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن يونس ، البعلي ، في سنة ثلاثين وسبع مئة.
وكذا ممّن سمع بها الذهبيّ ، والعراقيّ ، وشيخنا ، وآخرون ؛ منهم : التقي السّبكي ، قرأ بها على التقي يوسف بن بدران بن بدر الحجّي ، الشامي ، الحنبلي. ودخلتها غير مرّة ، وأخذت عن جماعة من أهلها أو انتسب إليها.
أنشدني الفقيه ، الصالح ، الرباني ، أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم ، الفاقوسي ثم البلبيسي ، الشافعي ، الرفاعي ، ويعرف بابن أبي الفتح لفظا بمكتبه بزاوية ابن الميلق من بلبيس قوله (٢) :
الحمد لله الحميد الصّمد |
|
منوّر الأكوان بالممجّد |
محمّد خير الورى المكمّل |
|
أهدي إلينا في ربيع الأوّل |
أعلام سعد المصطفى قد نشّرت |
|
في الخافقين تلالأت وتضوّأت |
فاح الوجود بنشر عرف المصطفى |
|
لمّا مشى ما بين زمزم والصّفا |
من قبل نشأة آدم أنواره |
|
قد سطّرت في العرش لمّا اختاره (٣) |
__________________
(١) جاء في هامش الأصل : نسبة إلى «أرمنت»بوزن : أمعنت. بلد بصعيد مصر.
(٢) ذكر المصنف هذه الأبيات في «الضوء اللامع»١ / ١٨١ في ترجمة إبراهيم المذكور ، وقال عنه : وعمل أرجوزة في المولد النبوي تزيد على أربع مئة سطر ، قليلة الحشو ، غير بعيدة من الحسن ؛ لكنه لعدم معرفته للعروض كانت مختلفة الأبحر ، كتبت عنه بعضها ، وناولني سائرها.
(٣) اعلم ـ رحمك الله ـ أن معنى هذا البيت مأخوذ من حديث مرويّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إنّ أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر»عزاه بعضهم إلى عبد الرزاق ، وهو حديث باطل لا أصل له ، وقد جزم غير واحد بعدم وجوده في «مصنف عبد الرزاق».
قال العلامة الألباني ـ رحمهالله ـ في «السّلسلة الصحيحة»١ / ٢٥٧ رقم (١٣٣) عند كلامه على حديث «إنّ أول شيء خلقه الله تعالى القلم ..»قال : وفي الحديث إشارة إلى ردّ ما يتناقله الناس ، حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثير منهم ، وهو أن النور المحمديّ هو أول ما خلق الله تبارك وتعالى ؛ وليس لذلك أصل من الصحة ، وحديث عبد الرزاق غير ـ ـ