أبي عبيدة ، قال / حدّثني خالد بن أبي عثمان ، قال : إنّ عبد شمس احتفر بعد العجول : خمّا ، وهي البئر التي عند الردم (١) ، عند دار عمرو بن عثمان ، وهذه خلف دار آل جحش بن رئاب الأسدي ، التي يقال لها : دار أبان بن عثمان.
يقال : إنّ قصيا حفرها ، فدثرت ، وإنّ جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ نثلها ، وأحياها ، وعندها مسجد بناه عبد الله بن عبيد الله بن العباس ابن محمد ، يقال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم صلّى فيه ، وكان يقال لها : البئر العليا.
وقال ابن إسحق : وحفر هاشم بن عبد مناف : بذّر ، وقال حين حفرها : لأجعلنّها بلاغا للناس. وهي البئر التي في حق المقوّم بن عبد المطلب في ظهر دار طلوب مولاة زبيدة في أصل المستنذر (٢).
__________________
وهذه البئر كانت معروفة إلى عهد قريب ، وسمّاها الأستاذ ملحس في تعليقه على الأزرقي (بئر الدشيشة) بالكمالية.
قلت : وقد وهم الأستاذ ملحس في تحديد موضع هذه البئر ، حيث ظنّ أنّ مسجد الراية هو المسجد الأعلى ـ مسجد الكمالية ـ المقابل للبريد المركزي الحالي ، ومسجد الراية إنّما هو مسجد الجودرية ـ كما سبق تحرير موضعه ـ وهذه البئر تقع في قبلة مسجد الجودرية في زقاق ضيّق كان بين قبلة المسجد والدار التي أمامه ، وهذا الزقاق نافذ إلى شارع الغزة ، وكانت هذه البئر لاصقة بأصل جدار الدار التي في قبلة المسجد ـ وقد دثرت هذه البئر اليوم.
(١) هو ردم عمر بن الخطّاب ـ رضي الله عنه ـ وقد تقدّم تحديد موضعه.
(٢) المستنذر جبل بين شعب علي ، وشعب عامر ، وسوف يأتي ذكره.
وبئر (بذّر) رجا الأستاذ ملحس أنّها (بئر الحمام) لكونها واقعة تحت خطم الخندمة. حيث نقل عن أبي عبيدة أنّها البئر التي عند خطم الخندمة.
قلت : وقد وهم الأستاذ ملحس في تحديده موضع هذه البئر لأنّ المكان الذي ذكره يقع في وسط شعب ابن عامر عند المسجد الذي يلقاك على يمينك عند أول صعودك جبل الخندمة إلى الملاوي.
وهذا ليس من ربع بني هاشم ، والذي أراه أنّها البئر التي كانت واقعة في ملتقى شارع الصفا مع شارع سوق الليل في أول ميدان الغزّة ، مقابل موقف النقل الجماعي سابقا الذي كان فيه قصر الاسمنت في السابق. وهذه قد دفنت اليوم وأدخلت ضمن ميدان الغزة ، وموقعها على التحديد على يمين الخارج من أسفل موقف سيّارات الغزة ، بميدان الغزّة.