شعب المقبرة (١) : شعب مبارك لا يعلم بمكة شعب مستقبل القبلة غيره.
ومن ثنية المقبرة دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم في حجّة الوداع.
قال بعضهم : إنّ ثنية المقبرة هو اسمها ، يقال لها : ثنية المقبرة. ويقال : اسمها كداء ، وهي ثنية المعلاة (٢).
ويقال : إنّ ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ أول من سهّلها.
٢٥٠٤ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني يحيى بن محمد ، عن سليم ، عن عمر بن قيس ، عن عطاء ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم دخل عام حجّة الوداع من أعلى مكة من ثنيّة المقبرة ، بات ، ثم دخل حتى أصبح ، فطاف ، وسعى ، ثم نزل المحصّب.
__________________
٢٥٠٤ ـ إسناده ضعيف جدا.
عمر بن قيس ، هو : سندل : متروك.
رواه الأزرقي ٢ / ١٦١ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء ، مرسلا.
للهابط من هذه الثنية إلى المقبرة والأبطح ، وكانت خرجة ضيقة جدا ، فتح ما يليها من الجبل بالمعاول حتى اتسعت ، فصارت تسع أربع مقاطير من الجمال محمّلة ، وكانت قبل ذلك لا تسع إلّا واحدا ، وسهّلت أرضها بتراب ردم فيها حتى استوت ، وصار الناس يسلكونها أكثر من الطريق المعتادة وجعل بينهما حاجزا من حجارة مرضومة ، وكان في بعض هذه الطريق قبور فأخفي أثرها.
أفاد ذلك الفاسي في الشفاء ١ / ٣٠٩. قال ابراهيم رفعت في مرآته ١ / ٣٠ : ثم جعل سودون المحمّدي رئيس العمائر بالمسجد الحرام سنة (٨٣٧) هذين الطريقين طريقا واحدا ، فردم الطريق الجديدة المنخفضة عن القديمة بنحو قامة حتي سوّاها بالأولى وجعلهما طريقا واحدا يسع عدة قطائر أه. أما الآن فإن هذه الثنية وسّعت ، وجعل فيها طريقان واحد للصعود والآخر للنزول ، وكل طريق تتسع لثلاث سيارات ، وربط بها جسر يمر فوق الشارع المؤدي إلى المسجد الحرام. ويسمّيها الناس (ريع الحجون).
(١) هو الشعب الذي فيه قبر خديجة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ.
(٢) يتحصل مما ذكره الفاكهي لهذه الثنية من أسماء ستة ، وهي : ثنية المدنيين ، وثنية كداء ، وثنية المقبرة ، والثنية العليا ، وثنية العقبة ، وثنية المعلاة. وانظر الأزرقي ٢ / ٢٨٦.