الحضرمي ، أخي عمرو بن الحضرمي وكانت بئرا جاهلية ، وفيها يقول القائل :
إلى بئر ميمون فما حاز حوزها |
|
إلى شعب عثمان فاسقي مقيصرا |
__________________
موضع بئر ميمون أيضا أهميّة تاريخيّة ، حيث عنده عسكر الحجّاج في قتاله لابن الزبير ، وعنده مات أبو جعفر المنصور ، وغسّل بمائه ، إلى غير ذلك ، ولذلك نرى وجوب تحديد موضعه على الإستطاعة.
أمّا الفاسي فقد قال في الشفاء ١ / ٣٤٣ عندما عدّد الآبار التي بين المعلاة ومنىّ «ومنها بئر ميمون بن الحضرمي أخي العلاء بن الحضرمي ، وهي التي الآن بالسبيل المعروف بسبيل الستّ بطريق منى ، وممن عمّرها المظفّر ـ صاحب أربل ـ في سنة أربع وستمائة على ما وجدت بخط عبد الرحمن بن أبي حرمي المكي في حجر بهذه البئر يتضمّن عمارة صاحب أربل لها وعرّفها ببئر ميمون الحضرمي»أه ثم قال الفاسي في موضع آخر ١ / ٣١٤ «جبل العيرة : بقرب السبيل الذي يقال له : سبيل الستّ».
قلت : وجبل العيرة ، هو المسمّى اليوم (جبل المنحنى) يقابل الآن قصر الملك فيصل ، الذي هو مقرّ إمارة مكة حاليا.
وقد حدّد الحربي وغيره المسافة بين بئر ميمون وبين الحرم بميلين ، وبين بئر ميمون وبين منى بميلين أيضا. باعتبار أن الميل (٣٥٠٠) ذراعا.
ثم حرّر إبراهيم رفعت المسافة بين باب بني شيبة وبين سبيل الستّ فكانت (٣٦٧٥) مترا ، ثم بين سبيل الستّ وبين منى فكانت (٣١٢٠) مترا. (أنظر مرآة الحرمين ١ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩).
وقد حرّرت أنا المسافة بين باب الصفا الأعلى ، إلى جبل العيرة فكانت (٣٥٠٠) مترا ، ومن جمرة العقبة إلى جبل العيرة فكانت (٣٣٥٠) مترا وكل ذلك بالسيارة.
وعلى هذا فموضع بئر ميمون اليوم دخل في قصر الملك فيصل الذي هو مقرّ الإمارة اليوم.
ويؤيد ما ذهبنا إليه أدلّة كثيرة منها :
ما ذكره الفاكهي أن ثبير غيناء يشرف على بئر ميمون. ومن وقف عند الموضع الذي حدّدناه يرى ثبيرا مشرفا عليه إشرافا.
ومنها ما ذكره الحربي في المناسك ص : ٥٠٣ في وصفه لطريق منى قال : «وقبل أن تبلغ بئر ميمون طريق آخر إلى منى ، يمنة الطريق»أه. قلت : والذي يعنيه الحربي هو طريق الملاوي الآن يفترق له من القصر الملكي القديم ، المعروف ب (قصر السقاف).
ومنها : ما ذكره الفاكهي عن القصور التي أصبحت بالقرب من بئر ميمون.
وإنّ الأهميّة التاريخيّة التي اكتسبها بئر ميمون هو : ثروة مائه وعذوبته ، وكونه في