ولما وفقت بعون الله تعالى لقراءة ذلك الشرح مررت فيه على غوامض ربما تعتاص على بعض الأفهام ، ومحال كثيرة تفتقر لا محالة إلى مزيد من الكلام ، وأكثرها لا يكفى فيه ما فى المطول ، بل يحتاج إلى خارج عما فى ذلك الشرح من بيان أو زيادة بها يتكمل ، فرأيت أن أضع عليه شرحا يكون لذلك المختصر مجاريا لقصد بيان عويصه ، مع زيادة فوائد وأبحاث تتعلق بالمحل تكميلا لتحقيقه وتلخيصه ، فيكون للمتن شرحا ، وللشرح بسطا وفتحا ، فإن وجد فيه مطالعه زيادة بسط فى التعبير أو تكرارا لبيان المعنى فى أثناء التقرير والتصوير ، فلا ينبغى له أن يعده من اللغو الذى لا يعرج عليه ، ومن التطويل الذى لا يلتفت فى الشرح إليه ، بل يعده من مناسبه ، ومما يكون مرغوبا لطالبه ؛ لأنه غير خال من حكمة إما لصعوبة المعنى ، فأريد إظهاره فى غير ما قالب ليتضح على الوجه الأكمل ، أو لتوقف كمال البيان على ما سبق ، فأريد كفاية مؤنة المراجعة ؛ لأن ذلك هو السبيل الأعدل أو لغير ذلك مما يدركه اللبيب ، ويعده المصنف من المقصد الحسن العجيب ، وحيث كان هذا هو المقصود من تأسيس بنيته ناسب أن أضيف إلى ذلك أولا شرح خطبته وعلى مطالعة نسبة صوابه إلى الله تعالى الموفق له ونسبة خطئه إلى مؤلفه مع عذره بأن المؤلف غالبا يقع فى تأليفه ، ولو مع شدة التحقق بالعلوم سقطه وزلله ، ولما أملت إتمامه بعون الله تعالى وفضله على الوجه المشار إليه راجيا منه تعالى بلوغ المراد ، ومتوكلا به فى ذلك عليه ترجمته (بمواهب الفتاح فى شرح تلخيص المفتاح) وهذا أوان الشروع فى ذلك ، وعلى الله الاتكال فى تحقيق ما هنالك.