المستلزم للعدم ، يفيد عدم الثبوت فيشبه الحال المفردة فى دلالته على حصول صفة غير ثابتة (دون المقارنة) فلم يشبهها فيها إذ لا يدل على تلك المقارنة (لكونه) فعلا (ماضيا) فلا يدل على الحال المتضمنة للمقارنة ، كما يدل عليها المضارع فحصول المشابهة فى الحصول المذكور يقتضى سقوط الواو ، وعدم حصول المشابهة فى المقارنة يقتضى الإتيان بالواو (ولهذا) أى : ولأجل انتفاء إفادته المقارنة المبعد له عن كونه كالحال الأصلية (شرط) فيه أعنى : الماضى المثبت (أن يكون مع قد) حال كونها (ظاهرة أو) حال كونها (مقدرة) فالظاهرة كقوله تعالى ـ حكاية عن زكريا عليهالسلام ـ (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) والمقدرة كقوله تعالى : ((أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)) أى : قد حصرت وإنما شرط قد فى الماضى ليقرب بها من الحال المقتضية للمقارنة ، ورد بأن المراد المقارنة لا مقاربة تلك المقارنة والأصح ذلك فى الماضى المجرد عن قد ؛ لأنه إنما يدل على التقدم عن الحال لا على البعد منها.
نعم وجود قد أوكد فى تلك المقاربة لكن التأكيد لا يدل على الوجوب ، ويشترط فى الماضى الموالى لقد أن لا يكون مواليا ل «إلا» أو متلوا بأو فلا يقال : ما جاء إلا قد ضحك ، ولا : لأضربنه قد ذهب أو مكث وهذا التعليل لجواز الأمرين جار على مقتضى ما تقدم ، ولا يخفى عليك ما فيه من البحث كما تقدم ، إذ الحال التى انتفت عن الماضى ويدل عليها المضارع وتقرب قد إليها وهى زمان التكلم ، خلاف الحال التى نحن بصددها وهى بيان أن زمان حصول الصفة هو زمان حصول مضمون العامل فى ذين ، فإنها تصح مضيا واستقبالا كما تصح حال التكلم ، بل هذه الحال التى نحن بصددها ربما بعدت قد عنها كما إذا قلت : جاء زيد فى السنة الماضية قد ركب فإن مجيئه فى السنة الماضية فى حال الركوب ينافيه قرب الركوب من زمن التكلم الذى هو مفاد قد والجواب عن ذلك كما تقدم ، وهو الذى فى المطول بأن المراد أن المضى والحال فى الجملة متنافيان ، فأتى بعقد المقربة للحال فى الجملة تقدم رده وأنه وهمى محض وتقدم أن الأولى فى الجواب اعتبار المضى باعتبار العامل فى الحال والتقريب بقد باعتباره ، وتقدمت الإشارة إلى خفائه وكذا لا يخفى البحث كما تقدم فى كون الفعل