والنعت فكما أن الخبر والنعت يكونان بدون الواو ، ولو كانا من جنس الجملة لا من جنس المفرد ، فكذلك الحال ينبغى أن تكون بدون الواو وأما الأخبار والنعوت التى أوردها بعض النحويين مصدرة بالواو إذا كانت جملا ، وذلك كالخبر فى باب كان كقوله :
أضحى وهو مشمول
وكقوله :
أمسى وهو عريان. (١)
وكالنعت الذى صدرت جملته بالواو المسماة بواو تأكيد لصوق الصفة بالموصوف ، كقوله تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها)(٢) وقوله تعالى : (سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ)(٣) فإما أن يقال فى نحو أضحى وأمسى إنهما تامان ، بمعنى دخل فى الضحى والمساء والجملتان بعدهما حاليتان ، ويقال فى جملة وهى خاوية وجملة وثامنهم كلبهم أنهما حاليتان ، بناء على ورود الحال من النكرة مطلقا ، وهو ضعيف ، أو بتقدير مسوغ فلا ترد هذه على منع ورود الجمل الخبرية والنعتية بالواو ، وإما أن يقال إن ذلك من التشبيه بالحال والإلحاق بها لورودها بعد ما قد يستقل ، كالفعل والفاعل والمبتدأ والخبر ، فلا يرد الاعتراض بها ، لأنها على طريق التشبيه والإلحاق ، فلم تخرج عن الأصل لذاتها (لكن خولف) الأصل لمذكور ، وهو كون الحال بغير واو كما فى الخبر والنعت ، وذلك بأن تكون بالواو (إذا كانت) تلك الحال (جملة) مستقلة بالإفادة ، كأن تكون مركبة من فعل وفاعل ، ومن مبتدأ وخبر (فإنها) أى : إنما خولف ذلك الأصل فى الحال التى هى جملة ؛ لأنها أى : لأن الجملة إذا نظر إليها (من حيث هى) أى : من حيث إنها (جملة مستقلة) خبر اسم إن ، يعنى أن الجملة إذا نظر
__________________
(١) البيت لشهل بن شيبان فى أمالى القالى (١ / ٢٦٠) ، وحماسة البحترى ص (٥٦) ، والحيوان (٦ / ٤١٦) ، وخزانة الأدب (٣ / ٤٣١) ، وسمط اللآلى ص (٥٧٨ ، ٩٤٠) ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص (٣٤).
(٢) البقرة : ٢٥٩.
(٣) الكهف : ٢٢.