أفعل ذلك (مخصصا) أى : مختصا (من بين الرجال) وأما المعرف بأل فكقولك : نحن
العرب أسخى من بذل ، والجملة فى نحو هذا المثال استئنافية إذ لا يصح نصب الحال عن
المبتدأ ، وأما الإضافة فنحو قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» وأما بالعلمية على وجه الندور فكقولهم :
بنا تميما يكشف الضباب
والغرض من
الاختصاص إما الافتخار ، كما إذا تضمن التخصيص بذلك الحكم الترفع ، كما فى قولهم :
نحن العرب أقرى الناس للضيف ، أو المسكنة كقولك : أنا أيها المسكين أطلب المعروف
أو مجرد تأكيد مدلول الضمير كقولك : أيا أيها الرجل أتكلم بمصالحى ، وتستعمل صيغة
النداء مجازا فى أشياء منها الاستغاثة نحو قولنا : يا لله أى : يا الله أغثنى فى
شدائد الدنيا والآخرة فى كفايتها ، والعلاقة بينهما مطلق التوجه اللازم للنداء ،
الذى هو : طلب الإقبال ؛ لأن المستغاث قد وقع التوجه إليه أو هو من استعمال ما
للأعم فى الأخص ، حيث استعمل ما لمطلق طلب الإقبال ، الذى هو : النداء فى طلب
الإقبال بخصوص الإغاثة ، ومنها التعجب كقولك عند شهود كثرة الماء : يا للماء ،
والعلاقة مشابهة المتعجب منه المنادى فى أنه ينبغى الإقبال على كل منهما ، ومنها
التحسر والتحزن كما فى نداء الأطلال والمنازل والمطايا ونحو ذلك ، كنداء المتوجع
منه والمتفجع عليه ، والعلاقة فى هذه الأشياء كون كل ينبغى الإقبال عليه بالخطاب
كالمنادى للاهتمام بها ، وامتلاء القلب بشأنها (ثم) لفظ (الخبر) الذى تقدم أنه هو
ما دل على نسبة خارجية تطابق أو لا تطابق ، (قد يقع) مجازا (موقع الإنشاء) الذى هو
: الكلام الذى لا نسبة له خارجا ، وإنما توجد نسبته بنفسه ، ووقوع الخبر موقع
الإنشاء (إما) أن
__________________