(٣٣٢) ولكونهما لتعليق أمر بغيره فى الاستقبال كان كلّ من جملتى كلّ فعلية استقبالية ، ولا يخالف ذلك لفظا إلا لنكتة ؛ كإبراز غير الحاصل فى معرض الحاصل لقوّة الأسباب ، أو كون ما هو للوقوع كالواقع ، أو التفاؤل ، أو إظهار الرغبة فى وقوعه ؛ نحو : «إن ظفرت بحسن العاقبة فهو المرام» ؛ فإنّ الطالب إذا عظمت رغبته فى حصول أمر ، يكثر تصوّره إياه ، فربّما يخيّل إليه حاصلا ؛ وعليه : (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً)(١).
السكاكى : أو للتعريض ؛ نحو : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)(٢) ، ونظيره فى التعريض : (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي)(٣) أى : وما لكم لا تعبدون الذى فطركم ؛ بدليل : (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ووجه حسنه : إسماع المخاطبين الحقّ على وجه لا يزيد غضبهم ، وهو ترك التصريح بنسبتهم إلى الباطل ، ويعين على قبوله ؛ لكونه أدخل فى إمحاض النصح حيث لا يريد لهم إلا ما يريد لنفسه.
(٣٤٢) و(لو) : للشرط فى الماضى ، مع القطع بانتفاء الشرط ؛ فيلزم ، عدم الثبوت والمضى فى جملتيها ؛ فدخولها على المضارع فى نحو : (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ)(٤) ، لقصد استمرار الفعل فيما مضى وقتا فوقتا ؛ كما فى قوله تعالى : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)(٥) وفى نحو : (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ)(٦) ؛ لتنزيله منزلة الماضي ؛ لصدوره عمن لا خلاف فى إخباره ؛ كما فى (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٧) ، أو لاستحضار الصورة ؛ كما فى قوله تعالى : (فَتُثِيرُ سَحاباً)(٨) استحضارا
__________________
(١) النور : ٣٣.
(٢) الزمر : ٦٥.
(٣) يس : ٢٢.
(٤) الحجرات : ٧.
(٥) البقرة : ١٥.
(٦) الأنعام : ٢٧.
(٧) الحجر : ٢.
(٨) الروم : ٤٨.