بسم الله الرّحمن الرحيم
كلمة الافتتاح
للخطيب القزوينى
(٩٤) الحمد لله على ما أنعم ، وعلم من البيان ما لم نعلم ، والصلاة والسّلام على سيّدنا محمد خير من نطق بالصواب ، وأفضل من أتى الحكمة وفصل الخطاب ، وعلى آله الأطهار .. ، وصحابته الأخيار.
(٩٨) أما بعد :
فلّما كان علم البلاغة وتوابعها من أجلّ العلوم قدرا ؛ وأدقها سرّا ؛ إذ به تعرف دقائق العربية وأسرارها ، وتكشف عن وجوه الإعجاز فى نظم القرآن أستارها ، وكان القسم الثالث من «مفتاح العلوم» الذى صنّفه الفاضل العلّامة أبو يعقوب يوسف السّكّاكى ـ أعظم ما صنّف فيه من الكتب المشهورة نفعا ؛ لكونه أحسنها ترتيبا ، وأتّمها تحريرا ، وأكثرها للأصول جمعا ، ولكن كان غير مصون عن الحشو والتطويل والتعقيد ؛ قابلا للاختصار مفتقرا إلى الإيضاح والتجريد : ألّفت مختصرا يتضمّن ما فيه من القواعد ، ويشتمل على ما يحتاج إليه من الأمثلة والشواهد ، ولم آل جهدا فى تحقيقه وتهذيبه ؛ ورتّبته ترتيبا أقرب تناولا من ترتيبه ، ولم أبالغ فى اختصار لفظه تقريبا لتعاطيه ؛ وطلبا لتسهيل فهمه على طالبيه ، وأضفت إلى ذلك فوائد عثرت فى بعض كتب القوم عليها ؛ وزوائد لم أظفر فى كلام أحد بالتصريح بها ولا الإشارة إليها ، وسميته : «تلخيص المفتاح» .
وأنا أسأل الله تعالى من فضله أن ينفع به ، كما نفع بأصله ؛ إنه ولى ذلك ، وهو حسبى ونعم الوكيل!