ميمون ، عن سعد بن سمرة ، عن أبيه ، عن أبي عبيدة بن الجراح ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «أخرجوا يهود الحجاز».
ويقال : إنما سمّي الحجاز لأنه حجز بين تهامة ونجد (١).
قال المرّي (٢) يريد بذلك قريشا :
ألا لستم منّا ولا نحن منكم |
|
برئنا إليكم من لؤيّ بن غالب |
أقمنا على عزّ الحجاز وأنتم |
|
بمفتضح البطحاء بين الأخاشب |
وقال الكلابي يذكر الحجاز :
أزرنا الغارضين بني لؤي |
|
وأسكّنا الحجاز بني هلال |
وقال أمية بن أبي عائذ (٣) الهذلي :
هذيل حشوا قلب الحجاز وإنّما |
|
حجاز هذيل يقرع النّاس من عل (٤) |
__________________
(١) ذكره الزبير بن بكّار في نسب قريش ١ / ٥٢ ، ونقله عنه البكري في معجم ما استعجم ١ / ١١ ، وأنظر ياقوت ٢ / ٢١٨.
(٢) المرّي : هو حارث بن ظالم بن جذيمة المرّي. من أشهر فتّاك العرب في الجاهلية ، ويضرب به المثل في الوفاء كذلك. قتل أبوه وهو طفل. وبعد أن صار سيدا لغطفان قتل خالد بن جعفر بن كلاب العامري الذي قتل (زهير بن جذيمة) ـ أنظر التعليق على الأثر (١٧٣٧) ـ وكان خالد يومها في جوار النعمان بن المنذر ملك الحيرة ثم هرب الحارث ، فقتل ولدا للنعمان بن المنذر أيضا ، فهابت العرب أن تؤيه ، لخوفهم من النعمان ، ومن بني عامر ـ قوم خالد بن الحارث ـ وكلّما لجأ إلى قوم تحاموه اتقاء شره ، ونشبت من أجله معارك كثيرة. ثم هرب الحارث حتى لحق بمكة وقريش ، لأنه يقال : إن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان ـ جد الحارث ـ إنما هو : مرّة بن عوف بن لؤي بن غالب.
فتوسّل إليهم بهذه القرابة ، فلم يجيروه ، ففارقهم غاضبا عليهم ، فقال هذه الأبيات. وأنظر تفاصيل أخباره في المحبّر ص : ١٩٢ ـ ١٩٥. والعقد الفريد ٦ / ١٢ ـ ١٤. والكامل لابن الأثير ١ / ٣٣٦ ـ ٣٤٣.
(٣) من شعراء العصر الأموي ، له قصائد يمدح فيها عبد الملك بن مروان وأخاه عبد العزيز بن مروان.
وكان قد أقام عند الأخير مدة عند ما كان واليا على مصر ، ثم حنّ إلى البادية ، فرجع إليها. أنظره في الأغاني ٢٤ / ٥ ـ ٩.
(٤) هذا البيت ضمن قصيدة أوردها أبو سعيد السكري في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٥٣٥. وأول البيت عنده (هذيل صحوا).