فلقي من الموت شدّة ، فقال له بعض من حضره ، وهو في غشية : الّلهم هوّن عليه ، فأفاق ، فقال من المتكلم؟ فقال المتكلم : أنا ، فقال : هذا ملك الموت يقول : إني بكلّ سخيّ رفيق. قال : فكأنما كان فتيلة أطفئت.
ولهم أيضا حق السفيانيّين ، دار القاضي محمد بن عبد الرحمن ، من دار الأرقم إلى دار ابن روح العائذي ، فذلك الربع لسفيان وللأسود ابني عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وللسفيانيّين أيضا حق في زقاق العطّارين ، الدار التي تقابل دار الأخنس بن شريق ، كان فيها ابن أخي الصمّة ، يقال لها : دار الحارث ، لناس من السفيانيّين ، يقال لهم : آل أبي قزعة ، ومسكنهم السراة اليوم (١).
وربع آل أرقم بن أبي الأرقم ، واسم أبي الأرقم : عبد مناف بن أبي جندب أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، الدار التي عند الصفا يقال لها : دار الخيزران. وفيها اختبأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وقد ذكرنا قصتها في موضعه ، وفيها أسلم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه – (٢).
ولبني مخزوم حق الوابصيّين الذي في خط الحزامية ، بين دار الحارث بن عبد الله ، وبين دار الزبير بن العوام (٣). وكانت هذه الدار فيما يذكرون في الجاهلية لمولى لخزاعة يقال له : رافع ، فباعها ولده.
ولبني مخزوم دار حزابة ، وهي الدار التي عند اللبّانين ، بفوّهة خط الخزامية ، شارعة في الوادي ، صار بعضها لخالصة ، وبعضها لآل غزوان الجندي (٤). وفي بعضها كان يضرب الضرّابون بمكة بالسكّة الدنانير والدراهم. وبعض هذه الدار لعيسى بن محمد المخزومي ، كان قد بناها في
__________________
(١) ، (٢) ، (٣) الأزرقي ٢ / ٢٦٠.
(٤) الأزرقي ٢ / ٢٦٠.