حتى رفع المقام ، وذهب بناس كثير ، ووافى العمّار تلك السنة من أهل خراسان.
وسيل مكة يأتي من موضع يدعى : السدرة ، سدرة خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، على أميال من مكة على طريق الذاهب إلى العراق ، وهو مثل عند أهل مكة في العظم ، يقول الرجل للرجل إذا دعا عليه أو سبّه : ذهب بك سيل سدرة.
قال (١) : فكتب / مبارك الطبري ـ وهو على بريد مكة ـ إلى أمير المؤمنين المأمون في ذلك ، فلما رأى الناس ما في المسجد من الطين والتراب ، اجتمع خلق كثير فكانوا يعملون بأيديهم ويستأجرون من أموالهم ، حتى كان النساء العواتق وغيرهن يخرجن بالليل ـ فيما ذكروا ـ فينقلن التراب إلتماس الأجر ، حتى رفع من المسجد ونقل منه. فلما بلغ ذلك المأمون بعث بمال عظيم ، وأمر أن يعمّر المسجد الحرام ويبطح ، ويعزق وادي مكة ، فعزق الوادي ، وعمّر المسجد ، وبطح. وذلك كله على يدي مبارك الطبري.
ويقال لشعاب مكة أيضا : وادي مكة. ويقال له : أعلى الوادي.
١٨٦٧ ـ حدّثني محمد بن اسماعيل ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا
__________________
١٨٦٧ ـ إسناده حسن.
محمد بن اسماعيل ، هو : الصائغ المكي.
رواه أحمد ٣ / ٤١٤ ، وأبو داود ٤ / ٤٦٧ ، والترمذي ١٠ / ١٧٩ والنسائي في الكبرى ، وفي اليوم والليلة (تحفة الأشراف ٨ / ٣٢٧) كلّهم من طريق : ابن جريج به. وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلّا من حديث ابن جريج. وفي المسند أن ذلك يوم الفتح.
(١) لم يصرّح باسم القائل هنا ، والكلام هذا عند الأزرقي ٢ / ١٧٠ ـ ١٧١. وأنظر شفاء الغرام ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣ وإتحاف الورى ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣. ومبارك الطبري لم أعرف عنه أكثر من ذكر الفاكهي له.