باب ما جاء مثنى بمعنى الجمع
الأصل في كلام العرب أن يدلّ بلفظ المفرد على المفرد ، والمثنى على المثنى ، والمجموع على المجموع. ولكن العرب قد تخرج عن هذا الأصل ، فتضع المفرد موضع المثنى وموضع الجمع. وتضع المثنى موضع الجمع وموضع المفرد ، وتضع الجمع موضع المفرد وموضع المثنى.
فأما وضع المفرد موضع الجمع ، فمثل قوله [من الرجز] :
لا تنكروا القتل وقد سبينا |
|
في حلقكم عظم وقد شجينا (١) |
يريد : في حلوقكم. وكذلك قوله [من الطويل] :
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها |
|
فبيض وأمّا جلدها فصليب (٢) |
يريد : جلودها. وكذلك قوله [من الوافر] :
كلوا في بعض بطنكم تعفّوا |
|
فإنّ زمانكم زمن خميص (٣) |
يريد : بطونكم. وهذا عند سيبويه من قبيح الضرائر.
وحكى الأخفش من كلام العرب : «ديناركم مختلفة» ، أي دنانيركم. وذلك شاذّ. وأمّا وضع المفرد موضع التثنية ، فقوله [من البسيط] :
كأنّه وجه تركيّين قد غضبا |
|
... (٤) |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٧.
(٢) تقدم بالرقم ٣٤٥.
(٣) تقدم بالرقم ٤٠٤.
(٤) تقدم بالرقم ٢٧٦.