ووجه ذلك الاعتداد بحرف الإطلاق الذي هو الألف حتى صار حرف العلة كأنه غير متطرف فلذلك لم يقلب.
وأمّا قوله :
من الذيفان مترعة ملايا
فإنّه أبدل من الهمزة الأصلية ياء إتباعا لما قبله وما بعده.
ومنه إبدال اسم من اسم إذا كانا مشتقين من ذات واحدة ، نحو قول الأسود بن يعفر [من البسيط] :
٩٣١ ـ فيها الرماح فيها كلّ سابغة |
|
جدلاء محكمة من نسج سلّام |
يريد : من نسج سليمان ، فسلّام وسليمان من السلامة.
__________________
«لم يكلم» : معطوفة على جملة في محل جر. وجملة «لم يكن سمعه إلا ندايا» : معطوفة على جملة في محل جر.
والشاهد فيه قوله : «ندايا ملايا ، الشفايا» حيث أثبت حرف العلة المتطرف قبل الألف الزائدة ، بدلا من الهمزة.
٩٣١ ـ التخريج : البيت للحطيئة في ديوانه ص ٧٥ ؛ والأغاني ١٢ / ١٣٢ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣٢٧ ؛ والدرر ٦ / ٢٠٩ ؛ وسمط اللآلي ص ٦٨٨ ؛ ولسان العرب ١١ / ١٠٥ (جدل) ، ١٢ / ٣٠٠ (سلم) ؛ والمعاني الكبير ص ١٠٣٢ ، ١٠٣٥ ؛ والمخصص ٦ / ٧١ ؛ وتاج العروس (جدل) ؛ وبلا نسبة في الدرر ٦ / ٢٥٨ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٥٦ ، ١٥٨.
اللغة : السابغة : الدرع. الجدلاء : المفتولة أي المحكمة النسج.
المعنى : إن الدروع المتينة النسج المحكمة الصنع والرماح الجيدة كل ذلك من صنع سليمان.
الإعراب : فيها : جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. الرماح : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. فيها : جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. كل : مبتدأ مؤخر مرفوع. سابغة : مضاف إليه مجرور. جدلاء : صفة ل «سابغة» مجرورة بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف. محكمة : صفة لمجرور ، مجرورة مثله بالكسرة. من نسج : جار ومجرور متعلقان بصفة أخرى ل «سابغة». سلام : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة «فيها الرماح» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «فيها كل سابغة من نسج» : استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «سلام» حيث أراد «سليمان» إذ أبدل اسما من اسم لأنهما مشتقان من مادة واحدة.