الوقف ، نحو قوله [من الطويل] :
٩٢٩ ـ ولا يرهب ابن العمّ ما عشت صولتي |
|
ولا أختتي من صولة المتهدّد |
يريد : أختتىء. والاختتاء : الفرق ، فأبدل من الهمزة ياء ، لأنه لو وقف لسكنت وقبلها كسرة ، فقياس تحقيقها إذ ذاك أن تبدل منها ياء.
ومنه إقرارهم حرف العلة المتطرف قبل الألف الزائدة ، وكان قياسه أن تبدل منه الهمزة ، فلما ثبت حرف العلة ولم يقلب همزة ، صار كأنّه بدل من الهمزة التي ينبغي أن تكون فيه ، نحو قول الشاعر [من الوافر] :
٩٣٠ ـ إذا ما المرء صمّ ولم يكلّم |
|
ولم يك سمعه إلّا ندايا |
ولاعب بالعشيّ بني بنيه |
|
كفعل الهرّ يلتمس العظايا |
يلاعبهم وودّوا لو سقوه |
|
من الذيفان مترعة ملايا |
فأبعده الإله ولا يؤبّى |
|
ولا يشفى من المرض الشفايا |
__________________
٩٢٩ ـ التخريج : البيت لعامر بن الطفيل في ديوانه ص ٥٨ ؛ ولسان العرب ٣ / ٤٦٤ (وعد) ، ١٤ / ٢٢٣ (ختا) ؛ وبلا نسبة في إنباه الرواة ٤ / ١٣٩ ؛ ومراتب النحويين ص ٣٨.
اللغة : أختتي : أذل. الصولة : السطوة في الحرب.
المعنى : إن قريبي لا يخشاني لأنه آمن معي ، ولأنني لا أغدر به ، مع أني لا أذل لأحد ، ولا أهاب أحدا.
الإعراب : ولا يرهب : «الواو» : حسب ما قبلها ، «لا» : نافية ، «يرهب» : فعل مضارع مرفوع بالضمة. ابن : فاعل مرفوع بالضمة. العم : مضاف إليه مجرور بالكسرة. ما عشت : «ما» : مصدرية زمانية ، «عشت» : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والمصدر المؤول من «ما» والفعل «عشت» منصوب على الظرفية الزمانية متعلق ب «يذهب». صولتي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولا أختتي : «الواو» : عاطفة ، «لا» : نافية لا عمل لها. «أختتي» : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا. من صولة : جار ومجرور متعلقان بالفعل «أختتي». المتهدد : مضاف إليه مجرور.
وجملة «لا يرهب ابن» : حسب ما قبلها. وجملة «عشت» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة «ولا أختتي» : معطوفة على جملة «يرهب».
والشاهد فيه قوله : «أختتي» حيث أبدل من الهمزة المكسور ما قبلها ياء إجراء للوصل مجرى الوقف ، فالأصل : أختتىء.
٩٣٠ ـ التخريج : الأبيات للمستوغر بن ربيعة في حماسة البحتري ص ٢٠٣ ؛ وطبقات فحول الشعراء