إدريس بن سنان بن وهب بن منبّه ، عن أبيه ، قال : ذكر وهب بن منبّه أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أخبره ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال لعائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ وهي تطوف معه بالكعبة حين استلم الركن : يا عائشة لو لا ما طبع هذا من أرجاس الجاهلية وأنجاسها ، إذا لأستشفي به من كل عاهة ، وإذا لألفي كهيئته يوم أنزله الله ، وليعيدّنه الله ـ عزّ وجلّ ـ على ما خلقه عليه أول مرة ، وإنّه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة ، ولكن غيّر حسنه بمعصية العاصين ، وسترت زينته عن الأئمة الظلمة ، إنه لا ينبغي [لهم](١) أن ينظروا إلى الركن يمين الله في الأرض ، استلامه اليوم بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وذكر وهب : أنّ الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ، نزلا فوضعا على الصفا فأضاء نورهما لأهل الأرض ما بين المشرق والمغرب كما يضيء المصباح في الليل المظلم يؤنس الروعة ويستأنس إليه ، وليبعثن الركن والمقام وهما في العظم مثل أبي قبيس يشهدان لمن وافاهما بالوفاء ، فرفع الله ـ تعالى ـ النور عنهما ، وغيّر حسنهما فوضعهما حيث هما.
قال وهب في حديثه هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما : / إن حرمة البيت لإلى العرش في السموات ، وإلى الأرضين السفلى.
٣٠ ـ وحدّثنا حسين بن حسن المروزي ، قال : أنا مروان بن معاوية ، عن العلاء بن المسيّب ، عن خيثمة ، قال : نزل الحجر في الجنة أشدّ بياضا من الثلج ، ولو لا ما مسّه من خطايا بني آدم ما مسّه أعمى ولا أبرص ولا مجذوم إلا برأ.
__________________
٣٠ ـ إسناده حسن.
خيثمة ، هو : ابن عبد الرحمن الجعفي ، تابعي ثقة ، مات سنة (٨٠). التقريب ١ / ٢٣٠.
(١) في الأصل (لها).