من كل عاهة ، ولألفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله ـ تعالى ـ وإنّما غيّره الله ـ عزّ وجلّ ـ بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة ، وليصيرنّ إليها ، وإنها لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة ، وضعه الله ـ عزّ وجلّ ـ حين أنزله لآدم في موضع الكعبة ، قبل أن تكون الكعبة ، والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها بشيء من المعاصي ، وليس لها أهل ينجسونها ، فوضع له صفّا من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض ، وسكانها يومئذ الجن ، وليس ينبغي لهم أن ينظروا إليه ، لأنه شيء من الجنة ، ومن نظر إلى الجنة دخلها ، فليس ينبغي أن ينظر إليها إلا من وجبت له الجنة ، والملائكة يذودونهم عنه لا يجيز منهم شيء.
٢ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا محمد بن أبي الضيف ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : يأتي هذا الحجر يوم القيامة ، وله عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به ، يشهد لمن استلمه بحق.
٣ ـ وحدّثنا حسين ، قال : ثنا علي بن عاصم ، عن ابن خثيم ، عن
__________________
(٢) في إسناده ابن أبي الضّيف ، وهو : محمد بن زيد ، وهو مستور كما في التقريب ٢ / ١٧٢. لكنه لم ينفرد بالرواية بل تابعه عليها الثقات.
رواه أحمد في المسند ١ / ٢٦٢ ، ٢٩١ ، ٣٠٧ ، ٣٧١. والدارمي في المسند ٢ / ٤٢ من طريق : حماد بن سلمة ، عن ابن خثيم به.
ورواه ابن ماجه في السنن ٢ / ٩٨٢ من طريق : عبد الرحيم الرازي ، عن ابن خثيم به. ورواه ابن خزيمة في صحيحه ٤ / ٢٢٠ من طريق : الفضيل بن سليمان ، عن ابن خثيم به. ورواه ابن حبّان في صحيحه ص ٢٤٨ (موارد الظمآن) ، والحاكم في المستدرك ١ / ٤٥٧ ، كلاهما من طريق : ثابت أبو زيد ، عن ابن خثيم به. وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٣) شيخ المصنف حسين هو : ابن عبد المؤمن ، لم نعثر على ترجمته ، وعلى ابن عاصم ، هو : ابن