ـ رضي الله عنه ـ مكة فرأى جماعة بين الركن والمقام ، فقال : ما هذا؟ قالوا : انسان يستحلف. [قال](١) إلى دم؟ قالوا : لا. قال : إلى مال عظيم اقتطعه؟ قالوا : لا. قال : إني لأخشى أن يتهاون الناس هذا المقام.
والناس بمكة لا يستحلفون بين الركن والمقام في أقل من عشرين دينار إلى اليوم.
١٠٤٤ ـ حدّثنا محمد بن اسحاق بن شبويه ، قال : ثنا عبد الرزاق بن همّام ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : لما ولي معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ اتهمت بنو أسد بن عبد العزى مصعب ابن عبد الرحمن الزهري ، ومعاذ بن عبيد بن معمر التيمي ، بقتل اسماعيل (٢) ابن هبار ، فحجّ معاوية فاختصموا إليه ، فقصر معاوية ـ رضي الله عنه ـ القسامة فردّها على الذي ادّعى عليهم القتل ، فجعلوا خمسين يمينا بين الركن والمقام ، فبروا فكان ذاك أول من قضى بالقسامة.
١٠٤٥ ـ وحدّثني أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ـ وسألته عنه
__________________
١٠٤٤ ـ إسناده صحيح.
محمد بن اسحاق بن شبويه ، هو : الخراساني ، نزيل مكة. قال أبو حاتم : كتبت عنه وهو صدوق. الجرح ٧ / ١٩٦.
١٠٤٥ ـ إسناده حسن.
ابن عون ، هو : عبد الله بن عون بن أرطبان. وقريش بن أنس ، هو : الأنصاري.
(١) سقطت من الأصل ، وأثبتها من الأزرقي.
(٢) اسماعيل بن هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي. كان من فتيان أهل المدينة ، مشهورا بالجلد والفتوة ، فأتاه الثلاثة المذكورون ليلا ، فصاحوا به ، فأخرجوه في حاجة فمضى معهم ، فقتلوه ، ثم ألقوه في محل دبر المسجد النبوي. فقام عبد الله بن الزبير وغيره من بني أسد يطالبون بدمه ، حتى حكم فيهم معاوية بالقسامة. أنظر نسب قريش لمصعب ص : ٢١٩. وجمهرة نسب قريش للزبير ١ / ٥١٥. وهذا الخبر ذكره الزبير ١ / ٥١٦ ـ ٥١٧ مطولا.