مشيخة (١) الخانقاه الصلاحية بالقدس الشريف ، بنزول (٢) صدر له من الشيخ ناصر الدين محمد بن الشيخ جمال الدين عبد الله بن غانم شيخ حرم القدس الشريف (٣) ، وهذا الربع هو الذي كان تأخر بيده من الوظيفة المذكورة ، وبمقتضى هذا النزول من الشيخ ناصر الدين خرجت مشيخة الخانقاه من يد بني غانم ، وكانت بأيديهم من زمن الواقف الملك صلاح الدين ، رحمه الله ، وحضر القاضي شهاب الدين بالصوفية في المجمع في شهر رمضان المعظم.
وفيها في شهر شوال (٤) حل ركاب الأمير قانصوه نائب قلعة الجبل المنصورة بالديار المصرية إلى مدينة الرملة ، متوجها إلى ملك الشرق من الأبواب الشريفة ، وأوقع الصلح بين أخيه الأمير جان بلاط ناظر الحرمين الشريفين ، ونائب القدس الشريف ، وبين ملك الأمراء المقر السيفي أقباي كافل المملكة الغزية ، بسبب ما كان بينهما من التنافر ، وألبس الأمير جان بلاط كاملية بسمور ، وكان ذلك بمدينة الرملة.
ثم دخلت سنة ٨٩٩ ه (٥)
/ / فيها في العشر الأوسط من المحرم توجه الأمير جان بلاط نائب القدس إلى قرية القباب (٦)(٧) من أعمال الرملة الجارية تحت نظره ، وكبسها وأخذ موجود الفلاحين بها ، واحتج بأنهم عصوا عليه وأنهم تحت نظره ، وحصل التنافر بينه وبين ملك الأمراء أقباي نائب غزة ، لكون القرية المذكورة في معاملته ، دخل إليها بغير إذنه وحصل بذلك التخبيط (٨) في الطرق.
وفيها عقب الواقعة المذكورة ورد مرسوم بطلب الأمير جان بلاط المذكور إلى الأبواب الشريفة ، بسبب شكوى عليه ، فتوجه من القدس في ليلة السبت تاسع عشري شهر الله المحرم ، ولم يعلم أحد بسفره إلا بعد يومين أو ثلاثة فوصل إلى القاهرة المحروسة وغرم مالا ، ورسم له في الاستمرار في وظيفته.
__________________
(١) مشيخة ب د ه : ـ أج.
(٢) بنزول أب د ه : ـ ج.
(٣) شيخ حرم القدس الشريف ب ه : ـ أج د.
(٤) وفيها في شهر شوال حل ركاب الأمير قانصوه ... بسمور وكان ذلك بمدينة الرملة أب ه : ـ ج د.
(٥) ٨٩٩ ه / ١٤٩٣ م.
(٦) القباب : قرية فلسطينية تقع إلى الجنوب الشرقي من الرملة بين يافا والقدس ، ينظر : الدباغ ٧ / ٥٠٩ ؛ أبو حمود ١٦٥ ؛ خمار ١٩٠.
(٧) إلى قرية القباب من أعمال الرملة ... فوصل إلى القاهرة المحروسة وغرم مالا ورسم له بالاستمرار في الوظيفة أب ه : ـ ج د.
(٨) التخبيط أب ه : ـ ج د.