المكرمة بعد الظهر من يوم الاثنين تاسع عشر ، وقضى مناسكه ، وزار النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وعاد إلى محل وطنه ، ولله الحمد ، فسح (١) الله في مدته.
وفيها استقر الأمير (٢) جان بلاط أخو الأمير خضر بك في وظيفة نظر الحرمين الشريفين ، ونيابة السلطنة الشريفة بالقدس الشريف ، وبلد سيدنا الخليل ، عليه السلام ، عوضا عن أخيه خضر بك ، ووصل إلى بلد سيدنا الخليل ، عليه السلام ، ثم دخل إلى القدس الشريف في بكرة يوم السبت ثامن شهر ذي القعدة الحرام ، وكان يوما مشهودا لدخوله ، وسلك مسلكا حسنا ، ومما وقع أن أخاه الأمير خضر بك لما توفى ، ضبط موجودة من جملته سبعمائة دينارا ذهبا ، ووضع المال في خزانة بمنزل أخيه بالمدرسة الأرغونية مع بعض الموجود المخلف عنه ، فلما قدم الأمير جان بلاط حضر بالمدرسة الأرغونية ، وحضر شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف والقضاة ، وفتح المكان وأحضر الصندوق ، فوجد وهو (٣) مكسور والمال قد فقد منه ، واضطرب الحال لذلك ، واتهم به جماعة ولم يثبت في جهة أحد منهم ، ومضى أمره ولم يعلم حقيقة الحال فيه.
ثم دخلت سنة ٨٩٨ ه (٤)
فيها في شهر الله (٥) الحرام تعين السيفي قائم الخاصكي للتوجه إلى المملكة الشامية لكشف الأوقاف (٦) والمدارس على عادة من تقدم في ذلك ، فدخل إلى القدس الشريف في عشية يوم السبت ثالث شهر صفر ، وجلس في بكرة النهار يوم الأحد بالمدرسة السلطانية بحضور شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف ، وشيخ الإسلام النجمي بن جماعة ، والأمير جان بلاط ناظر الحرمين الشريفين ونائب السلطنة ، وقضاة الشرع الشريف ، وقرئ المرسوم الشريف الوارد على يده بمعنى الكشف على الأوقاف ، وما يحصل من الترك المخلفة عن الأموات في الوباء ، المختصة بجهة بيت المال المعمور ، واستخرج من الأوقاف أموالا نحو ألف وخمسمائة دينارا ، وحصل بذلك الضرر للفقراء والفقهاء ، فالحكم لله العلي الكبير ، وتوجه من القدس في صبيحة يوم السبت عاشر صفر.
__________________
(١) فسح ب : فتح أه : ـ ج د.
(٢) الأمير ب ه : ـ أج د / / في وظيفة نظر الحرمين ... خضر بك أه د : ـ ب ج.
(٣) وهو أه : ـ ب ج د.
(٤) ٨٩٨ ه / ١٤٩٢ م.
(٥) فيها الشهر الله الحرام تعين السيفي ... يوم السبت عاشر صفر أب ه : ـ ج د.
(٦) الأوقاف أ: الأوراق ب ه : ـ ج د.