أهل الخير والصلاح ، حافظا لكتاب الله تعالى ، وكان يؤم بجامع المغاربة يؤدي الصلاة على أوضاعها من الطمأنينة في الركوع والسجود ، ومنهم الشيخ الصالح موسى المغربي ، وكان عبدا صالحا يقيم (١) بالخلوة (٢) التي تحت صور الصخرة الشريفة القبلي أسفل التاريخ ، وكان يجلس على باب الخلوة ، ويجتمع عنده أهل الخير يتلون كتاب الله ، وكان يجلس غالبا ورأسه مكشوف ، والصلاح ظاهر عليه ، ومنهم الشيخ الصالح الناسك إسحق الجبرتي ، وكان عبدا (٣) زاهدا منقطعا إلى الله تعالى في الخلوة التي بصدر جامع النساء بداخل المسجد الأقصى ، والناس يترددون إليه ويتبركون به ، وقد ظهر له كرامات ومكاشفات ومنهم العدل خير الدين أبو الخير أحمد بن شهاب الدين أحمد ابن شمس الدين محمد القلقيلي المقرىء الحنفي ، وتقدم ذكر والده وجده مع الفقهاء الشافعية ، وكان يحفظ القرآن ويؤديه بحسن صوت وطيب نغمة ، واحترف بالشهادة مدة طويلة ، وباشر عقود الأنكحة ولم يمت بالطاعون ، وإنما ركب بغلة وتوجه إلى الكروم ، فوقع بظاهر البلد فكسرت رجله من ركبته ، وحمل إلى المدينة ، فمرض أياما وتوفي في آخر يوم الاثنين (٤) سابع شهر رمضان ، توفي الخطيب جلال الدين بن جماعة المتقدم ذكره (٥) مع والده عند ذكر خطباء المسجد الأقصى الشريف ، وكان بيده نصف مشيخة الخانقاه الصلاحية والربع والثمن من الخطابة (٦) بالمسجد الأقصى.
والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن شروين المقرىء الخليلي التاجر ، وكان رجلا من أهل القرآن ، يتفقه بالروايات ، وأجازه شمس الدين بن عمران ، وكان حسن الصوت طيب النغمة بالقراءة وله دنيا واسعة ، وكانت وفاته في الحادي والعشرين من شعبان رحمة الله عليهم ، وتناقص الوباء من أول شهر شوال ، واستقر بعد الخطيب جلال الدين فيما كان بيده من الوظيفتين أولاد عمه ، وهم الخطيب برهان الدين أبو إسحق إبراهيم بن شيخ الإسلام النجمي بن جماعة ، وأخوه لأبيه الخطيب العلامة زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن ، وابن عمهما الخطيب محيى الدين بن الشيخ عبد الرحيم عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة برهان
__________________
(١) يقيم أه : يقيمها ب ج د.
(٢) بالخلوة ب ه : الجلوة أ: ـ ج د.
(٣) عبدا ه : عابدا أب : ـ ج د.
(٤) في آخر يوم الاثنين سابع شهر رمضان ... والثمن من الخطابة أه : ـ ب ج د.
(٥) ذكره ب ه : ـ أج د.
(٦) الخطابة بالمسجد الأقصى ب ه : الخطابة أ: ـ ج د.