وعادوا على الفور إلى دير صهيون وأمروا بهدمها وهم جلوس هناك ، فأحضرت آلات الهدم ، وانتهز أهل الإسلام الفرصة وهدموا القبة عن آخرها ، ودكوها دكا (١) وأشبعوا الكافرين صكا ، واستمر الهدم من ضحى النهار إلى آخره ، وعمل فيه خلق من الفقراء والفقهاء والصوفية والزهاد والخاص والعام ، كل ذلك والمسلمون تعلوا أصواتهم بالتسبيح والتهليل والتكبير ، وكان يوما مشهودا يذكر ما سلف من الغزوات ونصرة الإسلام على ملة الكفر ، وهذه المثوبة في صحائف شيخ الإسلام الكمالي فإنه هو الذي كان سببا لهذا المعروف ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ، فلما انتهى الهدم ولم يبقى للقبة أثر ، ورد الخبر من مدينة الرملة من جماعة حضروا منها في ذلك الوقت أن السلطان لم يكن حضر ، ولا خرج من القاهرة ، وأن الخبر الوارد بقدومه إلى الرملة لا أثر له ، فعجب (٢) الناس لذلك ، وعد ذلك من بركة شيخ الإسلام ، فإنه لما ورد الخبر بقدوم السلطان كان السبب إلى الإسراع بهدم القبة ، ووقع جميع ذلك في يوم السبت ثاني شهر رجب ، كما تقدم ذكره ، وكتب محضرا بما وقع في أمر القبة ، وهدمها بحكم الشرع الشريف ، وما تحرر من أمر قبة (٣) قبر داود عليه السلام ، وأنه تبين أنه بأيدي المسلمين من تقادم السنين ، وما وقع فيه (٤) من القراءة والذكر ، وكتب شيوخ الإسلام والقضاة والفقهاء خطوطهم على المحاضر ، ولما حضر الخاصكي (٥) بالكشف كان القاضي المالكي شمس الدين بن مازن بغزة ، فحضر بعد الشروع في الكشف على النائب بنحو ثلاثة أيام ، وكتب خطه مع الجماعة على المحاضر ، وأصبح الناس في يوم الأحد في الشروع فيما يتعلق بالكشف على النائب ، وحصل التشديد من الخاصكي عليه ، وأغلظ عليه في القول ، ووضع في الترسيم ، وكتب الجواب للسلطان بمحاضر عليها خطوط أعيان بيت المقدس بما تحرر من / / أمر النائب وسوء سيرته ، وما اعتمده في حق الرعية (٦) من الظلم وعدم سلوكه الطريق الحميدة ، وخراب المسجد الأقصى الشريف ، وجهزت المحاضر (٧) على يد الإمام ناصر الدين محمد بن الشنتير ، إمام الصخرة الشريفة ، فبادر النائب وجهز دواداره طرباي خفية إلى القاهرة ، واجتمع
__________________
(١) دكا أب د : ـ ج ه.
(٢) فعجب أب : فتعجب ج د ه / / شيخ د : ـ أب ج ه.
(٣) قبة أ: قبر ج ه : ـ ب د.
(٤) وما وقع فيه من القراءة والذكر أب : ـ ج ه د.
(٥) ولما حضر الخاصكي ... الجماعة على المحاضر أب : ـ ج ه د.
(٦) الرعية أب ج د : الناس ه / / وعدم سلوكه الطريق الحميدة أب : ـ ج د ه.
(٧) المحاضر ب ج د : ـ أه.