وعنده مروءة ومحبة لأصحابه ، توجه إلى الحجاز (١) الشريف سنة ٨٧٤ ه (٢).
قاضي القضاة نور الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم البدرشي (٣) البحري المالكي المصري (٤) ، الشيخ الإمام العالم العلامة شيخنا ، كان من أهل العلم ، وله مروءة ومعرفة (٥) تامة بالعربية ، وعلم الفرائض والحساب والحديث الشريف النبوي ، وكان من جلساء القاضي زين بن مزهر ، كاتب السر الشريف وأخصائه ، ومن جملة قراء الحديث بقلعة الجبل المنصورة (٦) بالقاهرة ، وكان يحترف بالشهادة بالقاهرة ، ثم باشر (٧) نيابة الحكم بها عن قاضي القضاة سراج الدين بن حريز ، ثم ولي قضاء المالكية بالقدس الشريف / / في أواخر سنة ٨٧٥ ه ، ودخل إليها في أوائل المحرم سنة ٨٧٦ ه (٨) ، فباشر بعفة ونزاهة وحرمة وشهامة ، ونشر العلم واشتغل (٩) عليه الطلبة ، وعلت كلمته ، ونفذ (١٠) أمره لعفته وشهامته ، ومع ذلك كان متواضعا لين الجانب يحب العلم ونشره (١١) ، وله مصنف في النحو ، وكان يحفظ القرآن حفظا جيدا ، ويكثر التلاوة.
وقد قرأت عليه قطعة من آخر كتاب الخرقي في فقه مذهب الإمام أحمد قراءة بحث وفهم ، ثم قرأت عليه قطعة من أول المقنع قراءة بحث وفهم ، فكان يقرر لي العبارة تقريرا حسنا ، لعل كثيرا من أهل المذهب لا يقرره ، وقرأت عليه في النحو ، ولازمت مجالسه وترددت إليه كثيرا ، وحصل لي منه غاية الخير والنفع ، ولكن (١٢) اخترمته المنية بسرعة قبل بلوغ المراد منه.
ولما توفي قاضي القضاة جمال الدين الديري الحنفي في حادي عشري ربيع الآخر حصر ضبط تركته ، ثم مرض أياما ، وتوفي في صبيحة يوم السبت ثاني جمادى
__________________
(١) الحجاز أب ج د : الحج ه / / ٨٧٤ ه : ٨٧٥ أب ج د.
(٢) ٨٧٤ ه / ١٤٦٩ م.
(٣) البدرشي أب ج ه : القدسي د.
(٤) ينظر : السخاوي ، الضوء ٥ / ١٦٠.
(٥) ومعرفة ب ج د ه : ـ أ/ / تامة أب ج ه : ـ د.
(٦) المنصورة أج د ه : المنصورية ب.
(٧) باشر أب ج : تولي د : ولي ه / / عن قاضي ... في أواخر سنة ٧٥ أج ه : ـ ب د.
(٨) ٨٧٦ ه / ١٤٧١ م.
(٩) واشتغل عليه أد ه : انتفع به ب : وشغل الطلبة ج.
(١٠) ونفذ أج د ه : بعد ب.
(١١) ونشره ب ج د ه : نشروه أ.
(١٢) الخير والنفع ولكن ... حادي عشر ربيع الآخر أب : ـ ج د ه.