كثير (١) من المصاحف الشريفة والبخاري ، وكتب الفقه وغير ذلك ، وكان في سرعة الكتابة والملازمة لهما من العجائب.
وعمل طريقة في المصحف الشريف في مقابلة الأحرف (٢) لم يسبق إليها ، وهي أنه إذا كان حرف من أول السطر من الصفحة ألفا يكون أول حرف من أول السطر الآخر منها كذلك ، وأول السطر الثاني مثلا واوا يكون مقابله قبل السطر الأخير كذلك وهلم جرا ، وأحرف المقابلة كتبها بالأحمر ، ويكون أول الصفحة أول الآية ، وآخر الصفحة آخر الآية ، وكل جزئين في كراس كامل ، فيكون المصحف ثلاثين كراسا لا يزيد ولا ينقص ، وهذه الطريقة من العجائب لم يسبق إليها ، وفي الحقيقة هي طريقة في غاية المشقة ، وقد سهلها الله فعملها بأسرع وقت ، وهو تيسير من قبل الله تعالى ، وقد انتشر (٣) هذا المصحف بهذه الطريقة في غالب المملكة بخطه ، حتى وصل إلى الحجاز والعراق والروم ، وله ربعة شريفة بالحرم الشريف النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام.
وكان خيّرا متواضعا ، حسن اللفظ والشكل ، منور الشيبة ، وعنده تودد للناس ولين جانب ، ولقد أحسن إليّ في زمن ولايته القضاء وبعده ، رحمه الله وعفى عنه ، توفي يوم الخميس الثلاثين من شهر رمضان سنة ٨٩٤ ه (٤) وله ست وخمسون سنة ، وصلي عليه من يومه بعد صلاة العصر بالمسجد الأقصى الشريف ، ودفن إلى جانب ولده بتربة ماملا ، وكان يوما مشهودا لجنازته (٥) ، شيعه شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف ، وشيخ الإسلام النجمي ابن جماعة ، وناظر الحرمين ، ونائب السلطنة الأمير دقماق (٦) ، والقضاة والأعيان وغيرهم تغمده الله برحمته ، وعوضه الجنة.
العدل علاء الدين علي بن محمد بن سعيد الحنفي ، المشهور بابن نائب الناظر نسبة لوالده الحاج محمد ، فإنه كان باشر نيابة النظر على المسجد الأقصى فعرف به ، كان علاء الدين رجلا خيرا صالحا (٧) يحترف بالشهادة ، باشرها دهرا طويلا نحو ٥٦
__________________
(١) كثير أب ج : الكثير د ه.
(٢) الأحرف أب ج : الحروف د ه / / لم يسبق إليها وهي أنه أب ج : ـ د ه.
(٣) انتشر أج د ه : اشتهر ب / / بهذه ب ج د ه : فهذه أ.
(٤) ٨٩٤ ه / ١٤٨٨ م.
(٥) باشر الدوادارية لشاذ بك حين كان نائب غزة ، ثم استقر في نظر الحرمين ونيابة القدس ، ينظر : السخاوي ، الضوء ٣ / ٢١٨.
(٦) لجنازته أب ج ه : ـ د.
(٧) صالحا د : ـ أب ج ه / / على خير وعفاف ولم يضبط ... نحو ستة عشر سنة أب ج ه : ـ د.