شيخنا ، ولد سنة ٨٣٢ ه بالقدس الشريف ، وتفقه على الشيخ ماهر وغيره ، وهو من جماعة الشيخ شهاب الدين بن أرسلان ، اشتغل ودأب وحصل ، وأخذ الحديث عن الحافظ ابن حجر ، ولقي جماعة من / / العلماء ، وأخذ عنهم ، وباشر نيابة الحكم بالقدس الشريف عن القاضي شهاب الدين قاضي الخليل حين ولي القدس في سنة ٨٦٢ ه (١)(٢) ، وكان حافظا فصيحا ، وله مشاركة في كثير من العلوم ، جلس للوعظ واشتهر أمره في المملكة ، وعظم عند الناس ، وصار له القبول في الوعظ ، وكان خاشعا مأنوس النغمة والشكل ، ذا سكون ووقار ، معروفا بالديانة لا يغتاب أحدا ، وإن وقع في مجلسه استغابة منع منها ، درس وأفتى ، وأعاد في الصلاحية.
وكان قرر في مشيخة المدرسة المنسوبة لمولانا السلطان (٣) الملك الأشرف قايتباي التي هدمت وبنى مكانها المدرسة المشهورة بالمسجد الأقصى الشريف بجوار باب السلسلة ، ولما عمرت المدرسة المذكورة على ما هي الآن (٤) عليه ، وانتهت عمارتها ، أدركته المنية ، فتوفي رحمه الله ، وكان متواضعا حسن (٥) اللقاء كثير البشر ، عنده إكرام لمن يرد عليه ، وقد عرضت عليه في حياة الوالد ، رحمه الله ، قطعة من كتاب المقنع (٦) في الفقه.
وأجازني (٧) في شهور سنة ٨٧٣ ه (٨) ، ثم لما توفي الوالد لازمته للاشتغال ، فكنت أقرأ عليه في المقنع ، وأحضر مجالس وعظه ، ودرس بالمسجد الأقصى وحصلت الإجازة منه غير مرة خاصة وعامة.
توفي رحمه الله في ليلة السبت ثامن (٩) أو سابع شهر ربيع الأول سنة ٨٩٠ ه (١٠) ، ودفن بماملا ظاهر القدس الشريف ، وقد كتب على قبره تاريخ وفاته في شهر ربيع الأول سنة ٨٩٠ ه ، وهو خطأ فإني اجتمعت به بعد قدومي من القاهرة
__________________
(١) ٨٦٢ ه / ١٤٥٧ م.
(٢) ٨٦٢ أج د ه : ٨٧٢ ب.
(٣) السلطان أب د : ـ ج ه / / الملك ب ج د ه : ـ أ/ / التي ب ج د ه : الذي أ.
(٤) على ما هي الآن عليه أ: على ما هي عليه الآن ب ج د : ـ ه.
(٥) حسن أب ج د : عند ه.
(٦) ينظر : حاجي خليفة ٢ / ١٨٠٩.
(٧) وأجازني ب ج د ه : وأجاز أ/ / ثم لما توفي ... خاصة وعامة أب د ه : ـ ج.
(٨) ٨٧٣ ه / ١٤٦٨ م.
(٩) ثامن أو سابع آ ب : ثامن أو تاسع ج د ه / / ودفن بماملا ظاهر ... وصليت عليه بالرملة أب : ـ ج د.
(١٠) ٨٩٠ ه / ١٤٨٥ م.