احتلام ، ولا حصل له ولا يعرفه ، ومحاسنه كثيرة ، ومناقبه حميدة جمة ، توفي بالقدس الشريف في خامس رمضان سنة ٨٤٨ ه (١) ، ودفن بماملا ، وقد بلغ ثمانين سنة ، وصلي عليه صلاة الغائب بمصر الشام وغيرها ، وتأسف الناس عليه (٢) ، لأنه كان لهم به حاجة ، رحمه الله.
الشيخ شمس الدين (٣) محمد بن حامد القدسي ، سمع الحديث في سنة اثنين وثمانين وسبعمائة ، وكان متكلما بالقدس الشريف على الأيتام والغائب (٤) ، وكان ناظر على وقف الأمير بركة خان فخرج عنه ، فتوجه إلى القاهرة للسعي فيه ، فتوفي هناك في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثمانمائة عن نحو عشرين (٥) سنة.
الشيخ الإمام العالم المحدث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن خليل بن أبي بكر بن القباقبي الحلبي (٦)(٧) ، ثم المقدسي الشافعي ، شيخ المسلمين ، مولده في سنة ٧٧٧ ه (٨) ، اشتغل في القراءات (٩) ، وفاق المشايخ وانتهت إليه رئاسة هذا الفن ، أخذ الحديث عن الحافظ أبي الفضل بن العراقي وغيره ، وكان رجلا خيّرا دينا (١٠) مكبا على الإقراء والتصنيف والنظم ، منقطعا عن الناس مشاركا في عدة فنون (١١) ، قدم القدس للزيارة ، فأشار عليه الشيخ شهاب الدين بن أرسلان بالإقامة ببيت المقدس ، فأقام وحصل له الخير ، وكفّ بصره في أحد الجمادين سنة ٤٨ ه ، وتوفي عصر يوم الجمعة العشرين من شهر (١٢) رجب سنة ٨٤٩ ه ، ودفن بماملا بجوار الشيخ شهاب الدين بن أرسلان ، رحمهما الله.
ومن مصنفاته : منظومته المسماة بجمع (١٣) السرور ومطلع الشمس
__________________
(١) ٨٤٨ ه / ١٤٤٤ م.
(٢) الناس عليه أب ج : عليه الناس د ه.
(٣) الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن حامد ... في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثمانمائة عن نحو عشرين سنة د ه : ـ أب ج.
(٤) والغائب د : الغياب ه : ـ أب ج.
(٥) عشرين د : سبعين ه : ـ أب ج.
(٦) ينظر : السيوطي ، نظم ١٤٨.
(٧) القباقبي د : بن القباقب أب ج ه.
(٨) ٧٧٧ ه / ١٣٧٥ م.
(٩) القراءات أب د : القراة ج ه.
(١٠) دينا أب ج د : صالحا ه.
(١١) فنون أب ج ه : علوم د / / عليه ج د ه : إليه أب / / أرسلان أب ج ه : رسلان د.
(١٢) شهر ج : ـ أب د ه / / ٨٤٩ ب ج ه : تسع وثمانمائة د.
(١٣) بجمع أب د : مجمع ه : يجمع ج.