الأوسط من المحرم سنة ثلاث وتسعين وستمائة وعمره نحو تسع سنين ، وكان الخليفة الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد ، فأقام سنة وخلع.
وتسلطن بعده العادل كتبغا ثم المنصور لاجين ، المتقدم ذكرهما ، ثم تسلطن ثانيا في يوم السبت رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وستمائة ، والخليفة الحاكم بأمر الله ، المتقدم ذكره وأقام عشر سنين وأربعة أشهر وعشرة أيام ، ثم نزل عن السلطنة باختياره وتوجه إلى الكرك.
وتسلطن بعده الملك العادل المظفر بيبرس الجاشنكير ، المتقدم ذكره ، وأقام أحد عشر شهرا وخلع ، وأعيد بعده إلى السلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون ، وهي سلطنته الثالثة التي ثبت قدمه فيها ، وصفى له الوقت ، وجلس على سرير الملك بعد العصر من نهار الأربعاء مستهل شوال سنة ٧٠٩ ه ، وكان الخليفة المستكفي بالله أمير المؤمنين أبو الربيع سليمان ، وكان الملك الناصر من الملوك المعتبرين أصحاب التواريخ ، حج إلى بيت الله الحرام ثلاث مرات الأولى في سنة اثنتي عشر وسبعمائة ، والثانية في سنة تسعة عشرة ، والثالثة في سنة اثنتي وثلاثين وسبعمائة.
ووقع له وقعات (١) كثيرة مع التتر وغيرهم ، وله غارات على بلاد سيس ، وفتح جزيرة أرواد (٢) وهي في بحر الروم قبالة (٣) أنطرسوس ، وفتح ملطية (٤) وغير ذلك.
وله في المسجد (٥) الأقصى خيرات كثيرة منها : أنه عمر في أيامه السور القبلي الذي عند محراب داود عليه السلام ، ورخم صدر المسجد الأقصى ، ومسجد سيدنا الخليل عليه السلام بإشارة تنكز نائب الشام ، وفتح بالمسجد الأقصى الشباكان اللذان (٦) عن يمين المحراب وشماله وكان فتحهما في سنة ٧٣١ ه ، وجدد تذهيب القبتين (٧) قبة المسجد الأقصى ، وقبة الصخرة الشريفة ، ومن العجب (٨) أن تذهيب
__________________
(١) وقعات أب ج : وقائع د : ـ ه.
(٢) أرواد : جزيرة في البحر المتوسط ، غزاها المسلمون وفتحوها في سنة ٥٤ ه / ٦٧٣ م ؛ مع جنادة بن أبي أمية في أيام معاوية ، ينظر : الحموي ، معجم البلدان ١ / ١٩٤.
(٣) قبالة ج د ه : قبله أب.
(٤) ملطية : من الثغور في بلاد الشام ، فتحها عنوة حبيب بن مسلمة الفهري ، ينظر : البكري ، معجم ٤٩١ ؛ أبو الفدا ، تقويم ٣٨٤ ؛ الحميري ٥٤٥.
(٥) في المسجد أج د : بالمسجد ب : ـ ه.
(٦) الشباكان اللذان أد : الشباكين اللذين ب ج ه.
(٧) القبتين أب ج ه : ـ د / / قبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة الشريفة أب ج : قبة الصخرة وقبة الأقصى د : ـ ه.
(٨) العجب أب : العجيب ج ه : العجائب د.