بالساهرة علو سقف المغارة ، بحيث أنه لو أمكن حفر القبور (١) من أسفلها لنفذ إلى الكهف ، الذي هو زاوية الأدهمية ، ولكن المسافة بعيدة فإن الصخر سمكه ضخم جدا ، ويلغز في هذا بأن يقال أحياء تحت أموات ، وهذا الأمر مشاهد عيانا ، وقد عمر هذه الزاوية الأمير منجك نائب الشام ، ووقف عليها هو وغيره من أهل الخير ، وفي (٢) هذه الزاوية قبور جماعة من الصالحين ، وعليها الأنس والوقار.
مغارة الكتان :
ومقابل الساهرة من جهة القبلة تحت سور المدينة الشمالي (٣) مغارة كبيرة مستطيلة ، وتسمى مغارة الكتان أيضا ، يقال : أنها تصل إلى تحت الصخرة الشريفة ، ودخلها جماعة وحكوا عنها أشياء من الأمور المهولة.
وأما ما بظاهر بيت المقدس من المقابر المعدة لدفن أموات المسلمين ، فأولها مقبرة باب الرحمة ، وهي (٤) بجوار سور المسجد الشرقي فوق واد جهنم ، وهي مأنوسة لقربها من المسجد ، وهي أقرب الترب إلى المدينة ، وفيها قبر شداد بن أوس الأنصاري (٥) ، مشهور وغيره من العلماء والصالحين ، وقد جدد فيها تربة في أولها من جهة الشمال عمرها الأمير قانصوه اليحياوي (٦) ، كافل (٧) المملكة الشامية حين كان مجاورا بالقدس الشريف ، وبناؤها يشتمل (٨) على إيوان وبه مدفنان من جهتي (٩) الشرق والغرب ، ودفن بها من توفي من أولاده ، ثم أخرج عنه وسافر من القدس الشريف في مستهل شوال سنة ٨٩٢ ه (١٠)(١١) ، ولم تكمل عمارتها ، فلما استقر في
__________________
(١) القبور ب : القبر ج ه : ـ د.
(٢) وفي هذه الزاوية قبور جماعة أح ه : وفيها قبور جماعة ب : ـ د.
(٣) الشمالي ب ج ه : ـ أد.
(٤) وهي ب ج ه : ـ أد.
(٥) شداد بن أوس الأنصاري : ابن ثابت البخاري ، أبو يعلى ويقال : أبو عبد الرحمن المولى روى عن النبي وكعب الأخبار توفي سنة ٦٤ ه / ٦٨٣ م ، وقد اختلف في وفاته فقد تكون سنة ٤١ ه / ٦٦١ أو ٥٨ ه / ٦٧٧ م ، في بيت المقدس ، ينظر : ابن حجر ، تهذيب ٤ / ٢٧٦ ؛ ابن سعد ٧ / ٤٠١ ؛ ابن حزم ٢٤٧ ؛ الذهبي ، سير ٢ / ٤٦٠ ؛ الأنصاري ٧.
(٦) قانصوه اليحياوي : تولى نيابة الشام بعد موت جاني بك وذلك في سنة ٨٨٤ ه / ١٤٧٩ م ؛ ينظر : ابن طولون ، أعلام ٩٢.
(٧) كافل : وظيفة عسكرية ويعتبر نائب السلطان في منطقته ، ينظر : القلقشندي ٤ / ١٦ ؛ عطا لله ١٣٤.
(٨) يشتمل ب ج ه : ـ أد.
(٩) جهتي أب ج : جهة ه : ـ د.
(١٠) ٨٩٢ ه / ١٤٨٦ م.
(١١) ٨٩٢ أج ه : ٨٧٢ ب : ـ د.