الفصل الخامس : التفسير
ومن المنصوب باللازم إضماره ما أضمر عامله على شريطة التفسير في قولك زيدا ضربته ، كأنك قلت ضربت زيدا ضربته. إلا أنك لا تبرزه استغناء عنه بتفسيره قال ذو الرّمة :
إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته |
|
فقام بفأس بين وصليك جازر (١) |
__________________
(١) اللغة الفأس معروفة وهي مهموزة ويروى بدلها بنصل بفتح النون. والنصل حديدة. السيف والسكين. والوصل بكسر الواو المفصل وهو ملتقى كل عظمين وهو واحد الأوصال. والمراد بوصليها المفصلان اللذان عند موضع نحرها. والجازر من جزر الناقة إذا ذبحها.
الاعراب إذا ظرف لما يستقبل وفيه معنى الشرط. وابن منصوب بفعل محذوف يفسره المذكور أي إذا بلغت ابن أبي موسى بلغته. وبلالا بدل من ابن أو عطف بيان له. وبلغته فعل ماض والتاء فاعله والهاء مفعوله. وقوله فقام جواب إذا وانما دخلت الفاء على الفعل الماضي لأنه دعاء. تقول ان زرتني فجزاك الله خيرا ولو كان خبرا لم يجز دخول الفاء. وبفأس متعلق بقام. وبين نصب على الظرفية مضاف إلى ما يليه. وجازر فاعل قام. (والشاهد فيه) ان ابن انتصب بفعل مقدر دل عليه المذكور هذا على رواية ابن بالنصب. فأما على رواية الرفع فهو مرفوع على انه نائب فاعل فعل محذوف يدل عليه المذكور أي إذا بلغ ابن أبي موسى وبلالا ان كان مرفوعا أيضا فظاهر لأنه بدل منه أو عطف بيان له وان كان منصوبا فهو منصوب بفعل محذوف يفسره المذكور أي بلغت بلالا بلغته. وليس ابن مرفوعا بالابتداء لأن إذا من حروف المجازاة فلا يجوز أن يرتفع ما بعدها على الابتداء لأن حروف المجازاة تليها الأفعال دون الأسماء (والمعنى) يدعو على ناقته بالذبح إذا بلغ بها ديار الممدوح حتى يلقي عصا التسيار عنده فلا يتحول عنه إلى غيره. وقد عيب عليه هذا المعنى وهو حسن لا عيب فيه ومثله قول الشماخ :
إذا بلغتني وحملت رحلي |
|
عرابة فاشرقي بدم الوتين |